بعد زيارته لمراكش للوقوف على الوضعية الوبائية، قرر وزير الصحة خالد آيت الطالب بناء خيم مشابهة للمستعملة في المستشفيات الميدانية في مرآب السيارات بمستشفى ابن طفيل التابع للمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس، في حين توجد بناية مكونة من 4 طوابق بمحاذاة المكان المقترح لتنصيب الخيام، مغلقة منذ سنة 2018. مصدر طبي أكد لجريدة "العمق" أن البناية التي كانت في السباق جناحا لأمراض النساء والتوليد قبل نقل المصلحة إلى مستشفى الأم والطفل، تضم 7 قاعات جراحية تتسع كل واحدة منها إلى سريرين أو ثلاثة، والقاعات السبع مجهزة بمزودات الأكسجين ومعدات الجراحة. وأضاف مصدر جريدة "العمق" أن البناية بإمكانها استيعاب 130 سريرا بوضعية عادية غير مكتظة، كما أنها تتوفر على مصلحة إنعاش سعتها 10 أسرة. وأغلقت البناء خلال سنة 2018 من أجل "إصلاحات"، وبقيت منذ ذلك الحين مغلقة، رغم القرارات العديدة والوعود التي صدرت عن الإدارة من أجل إعادة فتحها، آخرها خلال شهر أبريل الماضي حيث تم الإعلان أنه تم الشروع في تهييئها لاستقبال مرضى "كورونا"، وهو الأمر الذي مازال لم يعرف طريقه إلى أرض الواقع رغم مرور 4 أشهر. معطيات موثوقة حصلت عليها جريدة "العمق"، أكدت أن السبب الرئيسي في بقاء البناية مغلقة طيلة هذه المدة هو "خلل في صفقة المصاعد"، و"اختلاف" بين إدارة المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس وبين الشركة الفائزة بالصفقة، وأن الشركة قررت قبل مدة اللجوء إلى القضاء، فيما مازالت إدارة المركز تلتزم الصمت بخصوص القضية. وفي تفاصيل القضية أوضح مصدر "العمق" أن المستشفى تعاقد مع مكتب دراسات من أجل إجراء الدراسة الأولية للمصاعد، وخلص إلى أن البناية تتحمل نوع المصاعد الذي يفتح من الجهتين، الأمر الذي أسس عليه المركز الاستشفائي الجامعي صفقته مع شركة المصاعد، التي سلمت المصاعد مفككة للمستشفى في المرحلة الأولى غير أنها لما أرادت تركيبها تفاجأت بعد تلاؤم المصاعد المقتناة مع البناية واستحالة استخدامها، مما دفعها لمطالبة الإدارة بتعويضها في الخسائر قبل استبدال المصاعد بأخرى مناسبة، وهو ما رفضته الإدارة وبقي الملف معلقا إلى اليوم. الأكثر من ذلك، بقيت المصاعد المفككة والتي بقي ثمنها بذمة إدارة المركز الاستشفائي الجامعي بسبب تحملها مسؤولية إجراء الدراسة الأولية، (بقيت) موضوعة بجانب البناية في مكان معرض لأشعة الشمس والمطر طيلة المدة المذكورة، وإلى غاية كتابة هذه الأسطر. وفي الوقت الذي قطع خالد آيت الطالب وعدا بتجهيز البناية لفتحها في الأيام القليلة المقبلة، ظهر والي جهة مراكشآسفي كريم قسي الحلو في مقطع فيديو بثته القناة الثانية "دوزيم" في نشرتها الإخبارية ليوم أمس الأربعاء، يؤكد من خلاله "عدم إمكانية فتح البناية بسبب عدم توفرها على المصاعد"، كما شدد على "عدم إمكانية استخدام المنزلق الذي تم تشييده في بداية الجائحة"، وذلك بالرغم من كونه شيد لغاية فتح البناية أمام مرضى "كوفيد19". جدير بالذكر أن جريدة "العمق" سبق لها أكثر من مرة التطرق لموضوع البناية المذكورة، سواء خلال انفجار فضحية "السل" بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش، أو في بداية جائحة "كورونا"، ونبهت إلى "خطورة" المنزلق المشيد على حياة المرضى، كما سلطت الضوء أكثر من مرة على مطالب الأطر الصحية والنقابات بفتح تحقيق حول "اختلالات" الصفقة المذكورة، وكذا سبب الاستمرار في إغلاق البناية رغم الحاجة الماسة لها، ومطالبهم بربط المسؤولية بالمحاسبة. كما يذكر أن بالبناية المذكورة ليست هي "الورش المعلق" الوحيد في المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس، حيث توجد مجوعة من الأوراش المتوقفة لأسباب مجهولة منها ورش "مهبط المروحيات الطبية" بمستشفى الرازي.