إن الاتفاق التعاوني بين الإمارات والكيان الصهيوني على يد العراب الأمريكي " ترامب" مآله الفشل والسقوط كما سقطت صفقة القرن والكثير من المؤامرات السابقة ضد الشعب الفلسطيني والوطن العربي،لأنه لا يمكن لأي مؤامرة كيف ما كانت القوى الماسكة بخيوطها أن تصمد أمام عدالة القضية الفلسطينة وأمام صمود شعبها الأصيل والمقاوم. لكن كيف ما كان مآل هذا الاتفاق فإنه بمثابة طعنة غادرة ومسمومة في ظهر الأمة الإسلامية، وخيانة للشعب الفلسطيني ولا يخدم قضيتهم ويشجع الإسرائيليين على المزيد من الانتهاكات في حق الفلسطينيين وقضم أراضيهم وممتلكاتهم. نقول للمهرولين نحو الارتماء بين أحضان الكيان الصهيوني المغتصب، هل نسيتم أن هذا الكيان الخبيث عمد في حربه الأخيرة على غزة، حسب عدة تقارير دولية وفلسطينية، إلى تدمير 5250 وحدة سكنية بالكامل خلال الشهر الأول من العدوان، وتسبب في استشهاد أكثر من 1842 فلسطينيا، وجرح 9320 شخصا، وتشريد حوالي عشرة آلاف أسرة بقيت في العراء بدون مأوى. كيف تطبعون مع كيان لا نعترف به، وجيشه ارتكب جرائم بشعة في حق البشر والشجر والحجر. إنكم تطبعون رسميا مع من سفك دماء أبناء أمتنا، ورمَّل نساءها وحرق أطفالها، ودمر مساكنها ومدارسها ومساجدها ومزارعها. إنكم تضعون أيديكم في يد من جرب جيشه المجرم أسلحته الفتاكة الكيماوية والنووية والفسفورية في حق كل مقدرات أمتنا الإنسانية والطبيعية والبيئية. أنسيتم الوضع الكارثي الذي يعيشه الآن إخواننا في غزة المحاصرة، حيث لا ماء ولا كهرباء ولا دواء ولا طعام ولا حليب، و أنهم ما زالوا يعيشون في العراء جراء تدمير بيوتهم على رؤوسهم، وأنهم لم يجدوا مواد للبناء بسبب الحصار الظالم المفروض عليهم. هل نسيتم مجزرة خان يونس، ومذبحة الحرم الإبراهيمي، ومجازر جنين والشجاعية وصبرا وشاتيلا. هل غاب عن أذهانكم مشهد مقتل الطفل محمد الدرة والطفلة إيمان حجو ابنة الأربعة أشهر؛ حيث اخترقت جسديهما رصاصات غادرة أسقطتهما شهيدان، ومشهد تصفية المجاهد الشيخ المقعد أحمد ياسين وهو عائد من المسجد بعد صلاة الفجر، وتسميم عرفات و تفجير بطل المقاومة البهجري و القسام. . * محام وباحث في القانون الدولي الإنساني.