فيروس (كورونا) وإن كان ينحدر من سلالة فيروسات تكره بني البشر، فهو صريح مع نفسه، كاشف عن نواياه، وقد أعلن مرارا التحدي دون أن يختبئ وراء ستار من دخان. ليس بالضبط كما يفعل سياسيون نتقاسم معهم نفس العنوان الإنساني، ونصطف معهم جنبا إلى جنب لمحاربة ما نسميه جميعا (كورونا). وهنا الشيء بالشيء يذكر، ففي الوقت الذي يدعو فيه المجتمع الوطني والدولي إلى إعادة النظر في التعاطي مع الشأن الحقوقي، والمطالبة بإطلاق سراح جميع معتقلي الرأي ووقف المتابعات بسبب الرأي في البلاد... نجد في الوقت ذاته، رئيس الحكومة بعد تسع سنوات، يؤكد لنا وفاء حزبه، الذي قاد الحكومات المتعاقبة منذ 2011 لخطاب حركة 20 فبراير وشعاراتها التي طالبت وقتها بإسقاط الفساد والاستبداد. وكأن ذاكرة المغاربة قصيرة. كورونا حتما لن يكون أشد خطرا من سياسيين يحكون الأساطير وفي نفس الآن يصدقون وقوعها، شأنهم شأن من يفتخر بالزيادة في الماء والكهرباء والبنزين والمواد الأساسية، وبعد ذلك ينام قرير العين وهو موقن بأن الناس سيصوتون لصالح حزبه في الانتخابات القادمة. كورونا، حتما لن يكون أخطر ممن يقدم الدعم للدولة ويتعرض إليه من الباب الخلفي حيث أضواء الكاميرات تكون منطفئة. الجميل في (كورونا) أنه كشف عن معادن المغاربة بين من يريد الخير لهذا الوطن ومن يقدم مصلحته الشخصية على مصلحة الوطن.