شهد العالم سنة 1910 م ميلاد نظرية زحزحة القارات مع العالم الألماني الفريد فينجر، واليوم في عام 2020 تعود هذه النظرية لتطفو من جديد، وبوجه جديد مع وباء كورونا، وباء القرن الواحد والعشرين الذي لا تزال مورفلوجيته ( المورفولوجيا أو علم التشكل في علم الأحياء هو علم يهتم بدراسة شكل وبنية الكائنات الحية وخصائصها المميزة من ناحية المظهر الخارجي، وكذلك شكل وبنية الأجزاء الداخلية، مثل العظام والأعضاء ) تحمل اثار تحولات القرنين السابقين وما نتج عنهما من رسم ثم محو، ثم إعادة رسم لخارطة العالم الاقتصادية، ومن تم الاجتماعية ثم الثقافية وصولا إلى العولمة التي جعلت العالم أشبه بقرية صغيرة قزمت المسافات بين الدول فحتى الأمس القريب كنا نتحدث عن عولمة ثقافية فهل يمكن اليوم الحديث عن عولمة وبائية ؟ تم قرع طبولها لأول مرة في الصين ليصل صداها فيما بعد إلى مختلف أرجاء القرية الصغيرة التي بدا عليها ولأول مرة الارتباك وعدم الاستعداد والقدرة لمواجهة وباء خفي يحسن التسلل والتوغل حتى بين أقوى حصون وقلاع القوى العظمى التي شعرت فعلا أو بدأت تشعر ومعها العالم أن هناك حركة تكتونية قوية على وشك أن تغير ملامح العالم وإن هذا التغير سيبقى رهينا بمدى قوة أو ضعف تلك الحركة. ففي الوقت الذي تحاول فيه كل واحدة من القوى العظمى فهم مايقع تارة. وتارة أخرى إلقاء اللوم والتهم على من هو المسؤول؟ عن هذه الأوراق المبعثرة اليوم، فكل أجندات وحسابات الدول بعثرت السؤال هنا هو هل هناك زحزحة قوية على مستوى منظومات الدول ؟ هل سيتحول الثابت في عالم المتحول؟ أم أن هذا الثابث سيعمل جاهدا على الصمود أمام محاولات التحول التي أصبح العالم يشهدها الآن؟ إن ما نعيشه اليوم هو حركة قوية في صفائح الثالوت الإقتصادي العالمي، هل ستحافظ الصفائح الثلاث الآسيوية والأمريكية والأوروبية، على مساحة التباعد الطبيعية بينهم؟ أم ستحصل اصطدمات قوية ؟ خاصة فيما بين الصفيحتين الاسيوية والأمريكية، فكل والمؤشرات تدل على أن هناك صدام بين الصفيحة الآسيوية والصفيحة والأمريكية، وإن كان يبدو الآن خفيفا خفيا ولا يشكل اي خطورة لكن ما نخشاه هو أن تطفو صفيحة على الأخرى ،وإذا ما حدث الأمر فهذا يعني الكارثة التي سيؤدي العالم ثمنها غاليا. *مسؤولة قسم الشباب بمركز الحكمة للدراسات الدينية وحوار الثقافات.