أكد سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، أن المنظمة عملت على تحويل جائحة كوفيد-19، من محنة وبلاء إلى منحة وعطاء، تأكيدا لدورها الريادي بين المنظمات الدولية، وإحكاما لتدخلاتها وفقا لمعايير نوعية واستراتيجية، فبادرت إلى تحديث آليات عملها بما يواكب ما استجد من تحديات فرضتها الجائحة، وإلى بلورة مشاريع من أجل دعم الدول الأعضاء في مجابهة آثارها. جاء ذلك في كلمته خلال افتتاح الاجتماع الافتراضي للجان الوطنية للإيسيسكو، الذي انطلقت أعماله الاثنين، تحت عنوان: (عالم ما بعد كوفيد-19: أي أولويات عمل وإجراءات من أجل التربية والعلوم والثقافة). وشدد المالك على أن سؤال "ماذا بعد كورونا؟" حاضر بقوة في اهتمامات وأولويات الإيسيسكو، وأن الاجتماع فرصة لتبادل الخبرات وتقاسم التجارب والممارسات الناجحة، إذ يستجيب لطموحات الدول الأعضاء بالإيسيسكو بالانتقال من معالجة الأزمة إلى منطق استشراف المستقبل، مشيرا إلى ثقته في أن اللجان الوطنية بصفتها شريكا استراتيجيا ستسهم في دعم توجهات الإيسيسكو بغية رسم الأبعاد والاتجاهات التي تمكن من تجديد المشاريع والبرامج المستجيبة لمتطلبات ما بعد أزمة كوفيد-19. وأوضح المدير العام للإيسيسكو أن المنظمة تقوم حاليا بإعداد ميثاق يؤطر العلاقة بينها وبين اللجان الوطنية، كما أن الإيسيسكو أبرمت مع اللجان خلال الجائحة ثلاثين عقدا مكنت عددا كبيرا من الدول الأعضاء من الاستفادة من أنشطتها الداعمة لقطاعات عديدة. وأشار في كلمته إلى المبادرات العملية الرائدة، التي أطلقتها الإيسيسكو منذ بداية تفشي جائحة كوفيد-19، ومنها جائزة الايسيسكو الدولية لمن يكتشف لقاحا واقيا أو علاجا ناجعا لفيروس كورونا المستجد، ومبادرة "بيت الايسيسكو الرقمي"، الذي يعد منصة معرفية تربوية وثقافية وعلمية، إضافة إِلى برامج اللغة العربية للناطقين بغيرها، واللغات الإفريقية المكتوبة بالحرف العربي، ومبادرة التحالف الإنساني الشامل، التي حظيت باستجابة مشهودة من عديد من الدول والمؤسسات الدولية المانحة، ويظل بابها مفتوحا لمزيد من الشراكات، ومبادرة المجتمعات التي نريد. وتابع أن عطاء الإيسيسكو امتد بما عقدته من ملتقيات ومؤتمرات افتراضية عديدة في مجالات اختصاصاتها ومجالي الاستشراف الاستراتيجي والذكاء الاصطناعي، وأنها تعد للمزيد منها، مشيرا إلى أن نتائج المؤتمرين الافتراضيين لوزراء التربية والتعليم ووزراء الثقافة شاهد على نجاح نهج الإيسيسكو. كما أبان المدير العام للإيسيسكو عن عكوف المنظمة على إعداد مجموعة من الدراسات الاستشرافية، التي ستثري نهج الدراسات الاستراتيجية. وعرف اللقاء مشاركة الأميرة دعاء بنت محمد عزت، الرئيس الأعلى لمؤسسة المرأة العربية، وسفيرة السلام لدى الأممالمتحدة، والعالم الكبير رشيد اليزمي، مخترع شريحة "الليثيوم أيون" كضيفي شرف، بالإضافة إلى أمناء اللجان الوطنية للتربية والعلوم والثقافة في 56 دولة من العالم الإسلامي وخارجه، ونخبة من الخبراء والمتخصصين في قطاعات التربية والعلوم والثقافة.