قالت نادية فتاح العلوي، وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي، إن النشاط السياحي بالمغرب عرف شبه توقف خلال شهر ماي و بداية شهر يونيو، حيث أن 95 % من الفنادق ووحدات الإيواء السياحي مغلقة بسبب هذا الوباء. وأضافت العلوي، خلال جلسة الأسئلة الشفهية بمجلس النواب، الاثنين، أن مؤشرات قطاع السياحة عرفت تراجعا ملحوظا خلال الأربع أشهر الأولى من 2020، حيث انخفض عدد السياح الوافدين بنسبة 45% مقارنة مع نفس المدة في السنة الفارطة. كذلك، تراجع عدد ليالي المبيت التي سجلتها الوجهة بحوالي %43. وأشارت الوزيرة، أن الأداء الجيد للعائدات السياحية المسجل خلال شهري يناير وفبراير 2020 ساعد على التخفيف نسبيا من الانخفاض، حيث انخفضت العائدات السياحية بنسبة 15%خلال الأشهر الأربع الأولى من سنة 2020. وبحسب العلوي، فقد استفاد قطاع السياحة من الإجراءات التي اتخذها المغرب لدعم الفئات الاجتماعي المتضررة من جائحة “كورونا”، حيث استفاد حوالي 70 % من العاملين بالقطاع والمسجلين بالصندوق الوطني للضمان الاجتماعي من التعويضات الشهرية، كما استفاد العاملون في القطاع الغير المهيكل، والمقاولات العاملة في القطاع من الإجراءات الأخرى. وشدد المسؤولة الحكومية، على أن وزارتها تدخلت على المستوى التشريعي أيضا لتجنب إفلاس المقاولات السياحية وضمان حقوق المستهلكين من خلال مشروع قانون رقم 30.20 بسن أحكام خاصة تتعلق بعقود الأسفار والمقامات السياحية وعقود النقل الجوي للمسافرين، حظي بمصادقتكم عليه. ويسمح هذا القانون الذي صدر مؤخرا بالجريدة الرسمية، لمقدمي الخدمات بتعويض المبالغ المستحقة لزبنائهم عن طريق وصل بالدين، وذلك على شكل اقتراح خدمة مماثلة أو معادلة دون أي زيادة في السعر. وبخصوص القطاع الجوي، أوضحت العلوي أن تعليق الرحلات الجوية ترتب عنه خسارات مالية كبيرة لجميع الشركات العاملة في القطاع على الصعيد العالمي، وخاصة شركة الخطوط الملكية المغربية، بالإضافة إلى انعكاس ذلك على أنشطة ومداخيل واستثمارات المطارات. وأشارت إلى أن المغرب لا يشكل استثناء بهذا الخصوص. فقد أكد تقرير للاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) أن ما يعادل ثلث حجم أسطول الركاب العالمي ظل مجمدا خلال تفشي فيروس كورونا. وأوضح التقرير، تضيف الوزيرة، أنه بسبب تفشي هذا الوباء، من المتوقع أن تنخفض إيرادات شركات الطيران العالمي بمقدار 252 مليار دولار، وأن تنخفض قدرة صناعة الطيران بأكثر من 30 % في العام الجاري، مشيرة إلى أن التقرير سجل تقليص الحركة الجوية بحوالي 5 ملايين مسافر، مما سيؤدي إلى خسارة مالية، وتهديد مناصب الشغل. العلوي، أردفت أنه بالنسبة للخطوط الملكية المغربية، فبعد قرار إغلاق الحدود ومنع التنقل، فجميع الرحلات الدولية والداخلية للشركة تم توقيفها منذ أواسط شهر مارس 2020، مضيفة أن “لارام” استمرت في تشغيل بعض الطائرات خاصة الكبرى في مجال الشحن التي قامت خلال الأسابيع الأخيرة بعشرات الرحلات لجلب معدات وأجهزة طبية من الصين وكوريا الجنوبية. كما تقوم الشركة، بحسب المسؤولة الحكومية، برحلات لتصدير واستيراد آلاف الأطنان من المواد الاستهلاكية المختلفة سواء لفائدة المغرب أو لدول أفريقية شقيقة مساهمة بذلك في الدفع بالاقتصاد الوطني والأفريقي.