تمكن فريق من الباحثين المغاربة من تحليل وفك شفرة فيروس “كورونا”، في إطار المشروع الوطني “جينوما”، وهو ما من شأنه التشجيع على تطوير لقاح مضاد له في المستقبل القريب. وأطلق مختبر البيوتكنولوجيا الطبية بكلية الطب والصيدلة بالرباط منصة علمية، لتحليل تسلسل الحمض النووي وفك شفرة فيروس “كورونا”، لتحديد خاصيته الجينومية، وستمكن هذه النتائج من تطوير إستراتيجية أفضل للحد من انتشاره وتحسين العلاج. وفي هذا الإطار، قال عز الدين الإبراهيمي، مدير المختبر المذكور، إن مشروع “جينوما”، هو مشروع ائتلاف مغربي يضم مجموعة من فرق البحث من كلية الطب والصيدلة بالرباط، والمستشفى العسكري، وجامعة محمد السادس لعلوم الصحة، ووزير التربية الوطنية سعيد أمزازي الذي يعد باحثا في مجال المناعة. وأضاف الإبراهيمي، في تصريح للقناة الأولى، أن هذا المشروع يرنوا إلى إمكانية قراءة جميع العينات الموجودة بالمغرب من بكتيريا وفيروسات، مضيفا أن “كورونا” يصاب به مجموعة من الأشخاص، فتتطور أعراض البعض منهم والبعض الآخر لا تتطور. واعتبر أن “تطور المرض يتكون من مكون المرض والشخص الذي يتعرض للإصابة، وهو ما جعلنا نحدد خاصية الفيروس من خلال العينات المتوفرة على مستوى جميع مناطق المملكة”. وأوضح الإبراهيمي، أن مشروع “جينوما” سيمكن من تحليل العينات المصابة بفيروس “كورونا”، ومقارنتها مع “الجيونومات” الموجودة عبر العالم، لافتا إلى أنه بالموازاة مع ذلك يقوم المختبر بقراء جيونومات الفيروس ل58 بلدا بشكل تسلسلي ومقارنة تطوره مع الزمن والجغرافيا. وتمكن الباحثون المغاربة، بحسب الإبراهيمي من تحديد أن فيروس”كورونا” لديه استقرار من الناحية الجينية، وتطوره من بلد إلى آخر لا يختلف كثيرا، مما يسهل عملية تطوير لقاح مضاد، مشيرا إلى أن هذا العمل تم نشره وهو سابقة ليس فقط على المستوى المغربي بل الدولي. فاطمة اغريفي طبية في البيولوجيا المعلوماتية بكلية الطب والصيدلة بالرباط، أكدت هي الأخرى، أنه “من خلال التحليل الذي قمنا به تبين لنا أن الفيروس لدى المغاربة يتوفر على خصائص ثابتة مما سيشجعنا لتطوير لقاح مضاد له في المستقبل القريب”.