لم ينتظر الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني كثيرا، بعد انتخابه رئيسا للبلاد في غشت الماضي، ليعلن “ثبات” بلاده في موقفها من قضية الصحراء المتمثل في اعترافها ب”جمهورية البوليساريو”. ولد الغزواني الذي كان، في لقاء مع بعض وسائل الإعلام الموريتانية، أمس الخميس، قال إن موقف بلاده من قضية الصحراء ثابت “وهو الاعتراف بالجمهورية الصحراوية”، معتبرا أنه “من ثوابت السياسة الخارجية، بغض النظر عن الحاكم أو التطورات الحاصلة في الملف”. موقف نواكشوط جاء في وقت عبرت فيه الرباط عن حرصها على تطوير علاقات جيدة مع الجارة الجنوبية، إذ استقبل ولد الغزواني، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، قبل أيام، فهل موقف موريتاني ثابت أم أنه مغازلة للجزائر؟ في هذا الصدد قال الباحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية خالد يايموت، إن الموقف الذي عبر عنه ولد الغزواني لا يحمل جديدا يذكر، موضحا أن “الأنظمة الموريتانية المتعاقبة دأبت التأرجح بين مجاراة المغرب تارة ومغازلة جارته الشرقية تارة أخرى. وأضاف يايموت أن الموقف الموريتاني من قضية الصحراء يتحكم فيها عاملان، العامل الأمني، ثم العامل السياسي، موضحا أن قرارات نواكشوط على الميدان تكون مناقضة لهذا الموقف، وهو ما يفسر لعب موريتانيا على حبل التوازنات بين المغرب والجزائر. وبخصوص العامل الأمني، يسترسل يايموت، بأن جبهة البوليساريو مثلت لموريتانيا “دائما ثقلا أمنيا كبيرا، إذ يمكن أن يضر بالمصالح الأمنية الموريتانية”. ويضيف يايموت “تاريخيا تتعامل نواكشوط مع الجبهة الانفصالية كأمر واقع من الناحية الجغرافية”، موضحا أن “كل الأنظمة المتعاقبة في موريتانيا تعاملت مع البوليساريو كمكون يشارك في تنظيم الحدود”. وبخصوص العامل السياسي المتحكم في الموقف الموريتاني، قال يايموت، إن نواكشوط تلعب على خلق توازن في علاقاتها بين المغرب والجزائر، إذ تميل إلى جهة على حساب أخرى حسب المستجدات والظروف”. واستطرد بأنه “يمكن لموريتانيا أن تعلن عن موقف سياسي في قضية الصحراء لكنها في نفس الوقت تمارس موقفا مناقضا”، مفسرا ذلك بأن النظام في البلاد هش وتحكمه التجاذبات القبلية. واستبعد المتحدث مجاراة موريتانيا للبوليساريو والجزائر في الوقت الحالي من الناحية العملية لأن ذلك ليس في مصلحتها، مضيفا أن خطاب ولد الغزواني موجه للجزائر” جاري النشر… شكرا على التعليق, سيتم النشر بعد المراجعة خطأ في إرسال التعليق المرجو إعادة المحاولة 1. الصحراء 2. المغرب 3. موريتانيا