أسهمت مواقع التواصل الاجتماعي في إسقاط جدار القناة الواحدة، وأفسحت المجال للأصوات على اختلاف مرجعياتها للتعبير عن آرائها، ويحتل الفايسبوك رأس هذه المواقع. إذا كان لهذه المواقع وجه إيجابي، وهو فسح المجال أمام الجميع للتعبير عن آرائهم، فإن لها وجها سلبيا، يتمثل في التطاحنات الفايسبوكية، وتمييع النقاش، في مواضيع شتى، وسأخض بالحديث، في هاته المقالة، الصفحات الرياضية، التي تعرف نقاشا حامي الوطيس، بمناسبة وبغير مناسبة. إن إطلالة على الصفحة الرسمية لإحدى الأندية المغربية، أو الجرائد الرياضية، أو النقاد الرياضيين، كافية بأن تبرز الوجه السلبي الذي أشرنا إليه؛ أطنان من القذف والسب والشتم، صور خادشة للحياء، إطلاق الكلام على عواهنه، وهذا وأد لتقبل الرأي المخالف، وحنين لأحادية الرأي، التي لم يعد واقعنا يقبلها، ولا يسمح بها. أمام تحول هذه الصفحات إلى أرضية لمعارك افتراضية، سرعان ما تتحول إلى معارك واقعية، برعاية القائمين على هذه الصفحات، الذين يبرر بعضهم تغاضيه عن الآراء العدوانية، أو المتضمنة لكلام بذيء… بكثرتها وعدم القدرة على قراءة كل التعاليق، وهو أمر يستدعي تحديثات جديدة من قبل الفايسبوك، وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي، للحد من هاته الفوضى، ومن أهم المقترحات في هذا الصدد، تزويد الصفحات بنظام يمنع تداول بعض الكلمات، وبعض الصور، والفديوات، إضافة إلى تقنين التعاليق، والمنشورات؛ بمعنى تحديد عدد معين من التعليقات والمنشورات للأفراد في الساعة أو اليوم؛ قوانين من شأنها الحد من التراشقات، والتعاليق المجانية، وكذا تداول الشائعات أو التنويه بها. المشهد السالف ذكره، أفرز لنا العديد من المصطلحات التي تحمل في ثناياها قدحا حينا، ودعوة للعنف حينا آخر، وهو الأمر الذي يتنافى والغاية من الرياضة عموما “السارح/ المسروح/ ازرك/ رطب…” كما عوم النقاش، وصار الواحد منا يهرف بما لا يعرف؛ يهاجم اللاعبين والمدربين، ويشكك في قدراتهم، ناهيك عن تحوير النقاشات، فعوض مناقشتها تقنيا أو قانونيا، يتم مناقشها عاطفيا أو بربطها بأشخاص أو فرق. جاري النشر… شكرا على التعليق, سيتم النشر بعد المراجعة خطأ في إرسال التعليق المرجو إعادة المحاولة