حينما يتنكر الوطن لبنيه مجموعة قصصية صادرة عن دار وراقة بلال للنشر والتوزيع للكاتب الشاب محمد الورداشي، وتقع المجموعة في 101 صفحة من الحجم المتوسط، وجاءات مقسمة إلى 18 قصة أولها وَدّعْ … ابتسم، وختمها الكاتب بقصة عبارة عن ملحق تحت عنوان كل الطرق تؤدي إلى الله . أصدر الكاتب الشاب الذي يشق طريقه بنجاح مجموعة من المقالات والقصص في منابر عديدة عربية ومغربية، تهتم بما له علاقة بمجال تخصص الكاتب الذي يرتبط باللغة ومجال اللسانيات، إضافة إلى نصوص أدبية قصصية تعبر عن قلق الكتابة وسط الشباب وحلمهم نحو وطن جميل يحب أبناءه ويحبونه، وهذه المجموعة تعبير واضح عن اللقلق الداخلي الذي يعيشه الكاتب بصفة خاصة والشباب المغربي والعربي بصفة خاصة . تتضمن المجموعة القصصية حوالي ثمانية عشر قصة، من بينها : الأخوان، صرخة، جرح الذاكرة، أفيون الشعوب … تحكي عن الفرح والألم، الحزن والأمال، الأسى والانتظار الذي قد يبعث الحياة في كاتبها أحيانا والقارئ أحيانا أخرى . لكن يغلب عليها طبع الحزن والألم والسفر في عوالم الحلم والأمال . أول نص تصادفه قارئ الكتاب هو ” وَدّعْ … ابتسم ” الذي يحيل عن الفرح والمستقبل الجميل، وكأن الكاتب يريد القول ضمنيا أن هناك فجر قادم ينتظر الشباب المغربي الذي يتخبط بين العشوائية والمعاناة والأحزان والبطالة، فكيف النجاة من كل هذا الذي أنتج لنا شبابا معطلا بئيسا ومكتئب يتسكع في الشوارع دون عمل والحلم الضائع؟ وهل هي صرخة مدوية من شاب مفحم بالحيوية والنشاط؟ يحلم كباقي الشباب بمستقبل مغربي ينسينا سنوات الجمر والرصااص التي عاشها المغرب في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي. ” كلمة لابد من قولها ” عنوان القصة الثانية من المجموعة القصصية يسأل فيها الكاتب القارئ ضمنيا عن مفهوم الوطن، يقول ” لست الوحيد الذي انهزم أمام السؤال” فكيف يمكن الإجابة عنه إذا كان الوطن يتنكر لأبنائه الذي ضحو في وقت من الأوقات بالغالي والنفيس، حتى يتسنى لمن يستفيدون من خيراته وبحاره أن يتنكروا لخيراته عليهم . فإذا تنكر الوطن لأهل الذين ضحو في سبيله في فترة من الفترات الصعبة، فإن الذي يستفيدون من خيراته يتنكرون للوط أيضا . فحري بالكاتب أن يعنون مجموعته القصصية ” حينما يتنكر الأبناء لوطنهم ” . المجموعة القصصية حينما يتنكر الوطن لبنيه مجموعة تفوح منها رائحة المعاناة التي تتناثر شظاياها في المؤلف، إذ لا تكاد قصة من قصص المجموعة تخلو من الحزن والأسى والغربة داخل الوطن التي يعيشها الفرد المغربي، بكل ما تحمله في ثناياها من الألم، القهر، المرارة، والوجع، والأمل، والمحبة، والانتظار، والحلم الذي قد يتحقق أو لا يتحقق داخل وطن يتنكر لأهله وأفراده. جاري النشر… شكرا على التعليق, سيتم النشر بعد المراجعة خطأ في إرسال التعليق المرجو إعادة المحاولة