أجرى الرئيس التونسي قيس سعيد اليوم السبت بقصر قرطاج (ضاحية تونس العاصمة) مشاورات مع ثلاثة مرشحين من طرف الأحزاب السياسية والكتل البرلمانية لشغل منصب رئيس الحكومة. ويتعلق الأمر بوزراء سابقين وهم محمد الفاضل عبد الكافي، و حكيم بن حمودة، و إلياس الفخفاخ. وأفاد محمد الفاضل عبد الكافي، الوزير الأسبق، الذي حظي بترشيح 3 كتل برلمانية وهي “النهضة” و”قلب تونس” و”الاصلاح الوطني”، على إثر اللقاء، أنه قدم للرئيس قيس سعيد تصوره بخصوص تشكيل الحكومة. وأوضح في تسجيل فيديو نشرته رئاسة الجمهورية على صفحتها على “الفيسبوك”، أن اللقاء مثل فرصة للحديث عن الوضع العام بالبلاد لاسيما على المستويين الاقتصادي والمالي، وعن تصور رئيس الجمهورية للمرحلة القادمة التي تنتظرها البلاد. وذكرت رئاسة الجمهورية التونسية في بلاغ لها أن اللقاء يندرج في إطار مواصلة المشاورات بخصوص اختيار شخصية تتولى تكوين حكومة. ويذكر أنه تم اقتراح عبد الكافي لتولي حقيبة التخطيط والتنمية والتعاون الدولي في حكومة حبيب الجملي، مرشح حركة “النهضة”، التي لم تحظ مؤخرا بثقة البرلمان. كما تقلد في حكومة يوسف الشاهد حقيبة التخطيط والتنمية إضافة إلى وزارة المالية بالنيابة. وقال حكيم بن حمودة، من جهته، إنه قدم خلال لقائه بالرئيس قيس سعيد، فكرة عن التصورات الكبرى للبرنامج الذي يحمله، مشيرا إلى أن التحدي الأساسي في تونس يتمثل في إعادة بناء العقد الاجتماعي. وأفاد بن حمودة، في تصريح عقب اللقاء، بأنه استعرض 6 تحولات كبرى يتم عبرها إعادة بناء العقد الاجتماعي، مؤكدا على أهمية المسألة الاجتماعية ووضع سياسات نشيطة من أجل الخروج من حالة التهميش والفقر وإعادة الأمل للتونسيين والتونسيات والخروج من حالة الإحباط والتركيز على مسائل عودة النمو ودفع الاستثمار. واعتبر أن لقاء الرئيس قيس سعيد بالمرشحين لتولي منصب رئاسة الحكومة، يعد تجربة جديدة وهامة لتقديم رؤاهم وبرامجهم له، مشيرا إلى أن مسألة اختيار شخصية لرئاسة الحكومة ليست بالأمر السهل. ويذكر أن حكيم بن حمودة (59 سنة)، كان قد شغل منصب وزير للمالية في حكومة مهدي جمعة (2014). وأفاد إلياس الفخفاخ، من جانبه، أنه قدم للرئيس قيس سعيد رؤيته بخصوص أولويات البلاد والتحديات المطروحة، وتصوراته بشأن عمل الحكومة وشكلها، وفق ما ورد في بلاغ لرئاسة الجمهورية. وصرح الفخفاخ، عقب اللقاء أنه تم التطرق أيضا إلى الإمكانيات المتوفرة للعمل من أجل إعادة الأمل للتونسيين، وتكوين الحكومة حتى تنطلق في عملها في أقرب وقت. يذكر أن إلياس الفخفاخ (من مواليد 1972) كان قد شغل بعد انتخابات المجلس الوطني التأسيسي منصب وزير للسياحة، قبل أن يتم تعيينه في دجنبر 2012 وزيرا للمالية. وكانت حكومة الحبيب الجملي قد أخفقت في نيل ثقة نواب مجلس نواب الشعب (البرلمان)، في العاشر من يناير الجاري، حيث صوت لصالحها 72 نائبا مقابل 109 أصوات اللازمة، فيما اعترض عليها 134 نائبا، وامتنع ثلاثة نواب عن التصويت. وفتح الرفض الذي لاقته حكومة الجملي، الطريق أمام رئيس حكومة جديد يختاره رئيس الجمهورية وفقا لأحكام الفصل 89 من الدستور التونسي ل 27 يناير 2014. وستكون أمام هذه الشخصية التي سيتم اختيارها، مدة شهر قابل للتجديد مرة واحدة، لتشكيل الحكومة. ومن شأن الإخفاق في ذلك أن يجعل رئيس الجمهورية يقوم بحل مجلس نواب الشعب والإعلان عن إجراء انتخابات تشريعية سابقة لأوانها. جاري النشر… شكرا على التعليق, سيتم النشر بعد المراجعة خطأ في إرسال التعليق المرجو إعادة المحاولة