هل هناك مناضلون ترعرعوا على حب مبادئ الحزب وتشبعوا بها من بداية ادراكهم، وتدرجوا في كل التنظيمات الحزبية ليصلوا لقمة الهرم، أم هناك من يدعون النضال واستغلوا الولاء الحزبي والقرابة ووو للوصول لما وصلوا إليه، لا يمكن أن ينكر إلى جاحد بأن المبادئ والاديولوجية الحزبية هي مبدأ أساسي للإنتماء الحزبي والترقي السياسي، لكن في أحزابنا هذا غير ضروري، بل عوضوها بقواعد أخرى حيث هناك أشياء أخرى تتحكم في اللعبة، فهناك من المناضلين من ضحوا بكل شيء من أجل الحزب، لكن الذين استفادوا هم من ظهروا في الوقت المناسب ووظفوا الظرفية التاريخية لمصلحتهم، وهناك من يناضل لمدة طويلة لكن عندما توزع التزكيات الخاصة بالإنتخابات يتجه الحزب إلى مول الشكارة والأعيان ووو، ويتم تهميش الشباب والمناضلين الحقيقين، إن ما تعيشه الأحزاب هو انتكاسة حقيقية خاصة على مستوى الإنخراط، وما يظهر من أعداد في المؤتمرات الوطنية والجهوية والاقليمية، لا يعكس الحقيقة لأن ليس كل من حضر هو مناضل بل لكل شخص غايته، وأنه تم تجييش وتعبئة كل الإمكانات من أجل الرفع من العدد، كتوزيع الأموال والتنقل والغذاء وقضاء المصالح وغيرها من الأمور التي تخرج عن المصلحة العامة للحزب، لتدخل في المصالح الشخصية الضيقة، هم يعرفون الحقيقة ونحن نعرف ونحن نعرف أنهم يعرفون وهم يعرفون أننا نعرف، لكن الكل مشارك في ما يسمى المؤسسات الحزبية التي تحولت من دورها الحقيقي وهو تأطير المواطنين وتوعيتهم، وتسيير الأمور العامة عند الوصول لمركز القرار، أو ممارسة المعارضة البناءة من موقع المعارضة، وبطبيعة الحال بعيدا عن كل مزايدات حزبية ضيقة تضيع على المواطنين سنين من الزمن، وتضيع عليهم فرص تحقيق التنمية المنشودة، الأحزاب تخلت عن هذا الدور وتحولت لمقاولات تنتظر الدعم المقدم كل سنة، والدعم المقدم في كل انتخابات، وبالتالي فالانتماء للحزب بالمغرب أصبح الهدف منه هو الاسترزاق، وأصبح يعج بالوصوليين الانتهازيين الذين تحركهم المصالح الشخصية، لكنهم يرتدون ذلك القناع المتمثل في الالتصاق بهموم المستضعفين والفقراء، وهذا ما يظهر خلال فترة الانتخابات حيث يأخذون الصور مع الباعة المتجولين ومع كل المهمشين، في حركة هدفها التوهيم، ومحاولة الحصول على شهادة الانتماء للقاع، والزهد…، لكن كلها حركات هدفها التقية بلغة الشيعة، أي في نيتهم شيء لكن يظهرون شيء أخر، في محاولة استمالة الناخبين. لا يكفي أن تكون مناضلا للترقي السياسي بالمغرب، بل لابد من الركيزة في الحزب، فالنضال صالح في الدول التي تؤمن بالعمل الحزبي الحقيقي، العمل الحزبي الذي يؤمن بالمردودية وأن الإديولوجية الحزبية والأهداف، تطبق داخل دواليب الحزب قبل مطالبة الدولة بتطبيقها، وهنا نتحدث عن الديمقراطية ونتحدث عن تكافؤ الفرص وعن الكفاءة، فكيف نطالب الدولة بأشياء نحن نفتقدها، كيف سنقوم بتربية المناضلين على مبادئ، و الأحزاب تفتقدها وتنتشر فيها كل مظاهر الفساد والزبونية والمحسوبية، الأحزاب التي يجب أن تقدم النموذج في احترام القانون والحقوق وتكافؤ الفرص، ومبدأ التناوب في تسيير الحزب باعتباره مؤسسة من المؤسسات، لكن بفعل جشع السياسيين تحولت هذه المؤسسات الى ضيعات وتعاونيات تسير بمزاج الأشخاص وليس بقوانين داخلية، بعض الوجوه عششوا على عرش الأحزاب مند أن تركهم الاستعمار، لايؤمنون بالتناوب واعطاء الفرصة للوجوه الجديدة وخاصة الشباب وهذا ما أدى الى النفور من العمل الحزبي، والعزوف عن السياسة بصفة عامة. لابد للأحزاب أن تساير التطور الحاصل وأن تطور ألياتها، وأن تؤمن بأن لكل زمان رجاله و نساءه، وأنه لابد من القطع مع السلوكات المعمول بها لفترة زمنية طويلة، والتأسيس لمرحلة تكافؤ الفرص والمردودية. جاري النشر… شكرا على التعليق, سيتم النشر بعد المراجعة خطأ في إرسال التعليق المرجو إعادة المحاولة