اختارت جمعية “جمع شمل الصحراويين في العالم”، مدينة العرائش لتخليد ذكرى المسيرة الخضراء، يوم الأربعاء 6 نوفمبر الجاري، حيث اعتبر المنظمون أن اختيار هذه المدينة هدفه “إرسال إشارات قوية إلى الرأي العام الوطني والدولي، بأن قضية الصحراء هي قضية مُفتعلة من مخلفات الاستعمار، أراد بها التفرقة بين أبناء الوطن الواحد”. الاحتفال الذي تزامن مع تدشين بناية جديدة لبلدية العرائش، كان مناسبة للخطابة المفتوحة على الجمهور الذي حضر إلى ساحة “التحرير”، وذلك بأربع لغات عالمية هي الإنجليزية والإسبانية والفرنسية بالإضافة إلى اللغة الأم العربية واللهجات الحسانية والريفية والأمازيغية. واعتبر مسؤولو الجمعية أن اختيار العرائش لإقامة احتفالهم يأتي بالنظر ل”أهمية المدينة التي كانت بها في منطقة الدلالحة نقطة حدودية لجمارك العبور من الجنوب المغربي إلى شماله، ونظرا لأن العرائش كانت بها ثكنة عسكرية للجيش الإسباني”. واعتبروا أن الاحتفال بالذكرى 44 للمسيرة الخضراء يعيد أمجاد مشاركة 350 ألف متطوع لاسترجاع الأقاليم الصحراوية من المستعمر الإسباني الذي كان يبسط يده، ليس على إقليم الصحراء فحسب، بل يهيمن على أقاليم الشمال (العرائش، تطوان، طنجة، سبتة ومليلية السليبتين)، حيث تعدى النفوذ الاستعماري المجال السياسي والعسكري إلى الثقافي وعدد من الميادين بالأقاليم الشمالية. بومبا حيدب، رئيس منظمة “جمع شمل الصحراويين في العالم”، قال في تصريح لجريدة “العمق”، إن “قضية المغرب الأولى هي قضية جمع شمل أبناء الصحراء الذين، وإن فرقت بينهم الأطماع الاستعمارية، إلا أنهم في عقد البيعة للملوك العلويين، يصطفون بين آبائهم وأجدادهم مرددين قسم الولاء والوفاء للعرش الشريف”. واستدل حيدب على ذلك ب”ذهاب الحاج خطري ولد سيدي سعيد الجماني، من الصحراء، على رأس وفد من شيوخ قبائلها وأعيانها، إلى العاصمة الرباط لتقديم الولاء وتجديد البيعة بين يدي العاهل المغربي الملك الحسن الثاني”. ورئيس المنظمة الكائن مقرها بمدينة الداخلة، أوضح أن هيأته “كإطار حقوقي دفاعي عن حقوق الصحراء و الصحراويين، لا تدخر جهدا في التفاعل مع المؤسسات الوطنية والدولية عبر العالم، من أجل التفسير للرأي العام أن الصحراء الجنوبية المعروفة دوليا بالغربية، هي لا غربية ولا شرقية بل صحراء مغربية”. المحتفلون بالذكرى شددوا على أن “الأطروحة الاستعمارية الانتهازية والاستغلالية لم يعد لها تأثير على الرأي العام، لا الوطني ولا الدولي، لأنه رأي عام أصبح ناضجا له القدرة على التحليل والتعبير والدفاع عن حقوق الشعوب المظلومة ومعرفة حقيقة الأمور كما هي”، حسب دنيا رياض، منسقة المنظمة ورئيسة مكتبها بجهة الدارالبيضاء-السطات. وذَكّرت دنيا في تصريح لجريدة “العمق” ، ب”ما أجمع حوله سياسيون ومقاومون وأساتذة باحثون، في لقاء بالعاصمة الرباط بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، على أن الراحل سيدي خطري ولد سيدي سعيد الجماني، كان قامة نضالية لأجل وحدة المغرب وتحرير صحرائه، وكان محاربا شرسا ضد التفرقة الاستعمارية التي تسعى إلى زرع الكراهية والبغضاء بين أبناء الوطن الواحد”. وشددت دنيا رياض على أن للمرأة الصحراوية حضور فعال في الساحة النضالية لأجل رفع اللبس عن قضية الصحراء التي “يشهد التاريخ والجغرافيا على أنها مغربية مائة بالمائة، وأن ما يقع حولها من صراع ونزاع، هو مجرد صراع مفتعل من مخلفات استعمارية”، وفق تعبيرها.