هذا السؤال الوجودي هو أول ما يسأله الطفل، ويكون ذلك بين عمر ثلاث وأربع سنوات، إذ يبدأ في التعرف على منطق الأشياء وربط الأسباب بالنتائج… تعلمت فيما بعد، من خلال دراستي، أنه أهم سؤال يجب طرحه… وقد عمد الأستاذ في درس حول “تقنيات نقل المنتجات والسلع” إلى إعطائنا مثالا حيا عن ذلك، حيث روى لنا كيف تم استدعاء مهندس، من طرف محطة لإنتاج الطاقة النووية، حتى يقوم بتجهيزها بنظام معقد لنقل قطع الثلج، قصد تبريد المفاعل النووي. بحث المهندس في الأمر واستقصى عن جدوى النظام المطلوب، بعدما أكدوا له ضرورة توفير الثلج للمفاعل… في نهاية المطاف، عثر على أحد العاملين بالفريق الذي قام ببناء المحطة، وكم كانت دهشته كبيرة عندما علم منه أن المفاعل النووي كان يتم تبريده بالماء لا غير، أما قطع الثلج فكانوا يستعملونها لتبريد الجعة التي يتناولها فريق العمل من عمال ومهندسين! والموضوع ينطبق على باقي جوانب الحياة… فعندما نسأل لماذا، نحدد الغاية من العمل أو البادرة أو الفكرة، وعند معرفة الغاية وهل هي فعلا ضرورية أو يمكن الاستغناء عنها، نحدد حينها الوسائل والأدوات المناسبة التي توصلنا لتلك الغاية. تعودوا على طرح هذا السؤال على أنفسكم قبل اتخاذ أي قرار، وستجدون أنكم ستتخلصون من الكثير من التفاهات في حياتكم! * مهندسة وكاتبة