قال المحلل السياسي عبد الرحيم العلام، إن أكبر الرابحين في تشكيلة النسخة الثانية من حكومة العثماني، التي تم الإعلان عليها مساء اليوم، هم التكنوقراط، وحزب العدالة والتنمية، وحزب التجمع الوطني للأحرار. وأضاف العلام في حديث مع جريدة “العمق”، أن التكنوقراط أصبحوا يشكلون نصف الحكومة، إضافة إلى شخصيات تمت صباغتها بألوان أحزاب أخرى، مضيفا أن حزبا البيجيدي والأحرار حصلا على نفس الوزارات وموقع قوي داخل الحكومة الثانية. أما أكبر الخاسرين، بحسب العلام، فهم حزب الاتحاد الاشتراكي الذي فقد حقيبة وزارية، والاتحاد الدستوري الذي منح وزارة ضعيفة، ونفس الشيء بالنسبة لحزب الحركة الشعبية، مشيرا إلى أن أكبر الرابحين في هذه الحكومة هو الوزير مصطفى الرميد الذي أضيفت له حقيبة العلاقات مع البرلمان، وأصبح موقعه أكثر قوة. وشدد المحلل السياسي المذكور، أن النسخة الثانية لحكمة العثماني، ستخلق مشاكل كثيرة داخل الحزب، خصوصا بعد الاستغناء على عدد من الوزراء، مثل خالد الصمدي، والخلفي الذي تم الاستغناء عنه بطريقة مفاجئة، لم يكن أحد يتوقع أن يغادرها، نفس الشيء بالنسبة لبوليف، وبسيمة الحقاوي التي لها وزن داخل الحزب. وفي المقابل، قال العلام إن هناك وزراء ضعاف حافظوا على موقعهم داخل الحكومة، مثل نزهة الوفي، التي ترقت من كاتبة دولة إلى وزيرة منتدبة، وجميلة المصلي التي ارتقت إلى منصب وزيرة منتدبة مكان الحقاوي. وبخصوص إسناد وزارة الصحة لوزير تكنوقراط، وهو خالد أيت الطالب، فيرى العلام، أن الأحزاب أصبحت تهرب من القطاعات الاجتماعية، وخاصة قطاع الصحة، مضيفا أن الدولة يبدو أنها تريد أن تشتغل بطريقة مغايرة، لا تقدر عليها الأحزاب، لذلك أسندت لوزير بدون لون سياسي يعني تابع مباشرة للقصر. واعتبر العلام أنه من المفروض أن وزراء السيادة أو التكنوقراط يجب أن يتقلص عددهم في هذه الحكومة، فإذا به يزيد، مضيفا أنهم ليسوا شخصيات سياسية معروفة، وإنما يغلب عليهم الجانب التقني. وفي السياق ذاته، أبرز المتحدث ذاته، أن التكنوقراط أصبح له موقع داخل الحكومة، وفكرة الملكية البرلمانية يوما بعد يوم يتم إفراغها من محتواها، لأنه أصبح لدينا 23 وزيرا، ونصفهم تكنوقراط ناهيك عن شخصيات تمت صباغتها، “لكن سنرى هل التكنوقراط سينجحون فيما فشلت فيه الأحزاب”.