انتقد المحلل السياسي، عمر الشرقاوي، الحكومة الجديدة التي عينها الملك محمد السادس عشية يوم الأربعاء بالقصر الملكي بالرباط، والتي يرأسها القيادي في العدالة والتنمية سعد الدين العثماني، وتضم 39 وزيرا، ينتمون إلى ستة أحزاب وهي (العدالة والتنمية، التجمع الوطني للأحرار، الحركة الشعبية، التقدم والاشتراكية، الاتحاد الدستوري، الاتحاد الاشتراكي). وفي هذا السياق، قال المحلل عمر الشرقاوي، في اتصال هاتفي بموقع "نون بريس"، إن الحكومة الحالية خسرت معركة تقليص عدد الحقائب الوزارية، حيث حافظت على 39 منصبا حكوميا، وهي نفس التشكيلة التي عرفتها حكومة بنكيران. وأوضح الشرقاوي، أن هناك مؤشر إيجابي وحيد من الناحية الشكلية، تضمنته الحكومة الجديدة، ويتعلق بالتمثيلية النسائية التي بلغت 9 مناصب وزارية ، لكن على المستوى الموضوعي فإن هذه التمثيلية أقرب إلى الفلكلورية، حيث لم يتم منح النساء قطاعات وازنة باستثناء بسيمة الحقاوي التي حافظت على وزارة الأسرة والتضامن والمساواة، والباقي حتى على المستوى البروتوكولي فإن أغلب النساء هن كتاب دولة باستثناء الحقاوي يقول الشرقاوي. ومن ضمن الملاحظات التي يمكن تسجيلها بخصوص الحكومة الجديدة، بحسب الشرقاوي، هناك استمرار هيمنة الوزراء المستقلين أو وزراء السيادة، الذين حافظوا على جغرافية التمثيل بالمقارنة مع الحكومة السابقة، مع تأكيد سيادة قطاع التعليم الذي تولاه محمد حصاد. وشدّد الشرقاوي، على أن وزراء حزب التجمع الوطني الذي يترأسه عزير أخنوش هم أكبر الرابحين في هذه المعركة، لأنهم حصلوا على مفاتيح الأبواب المهمة في الحكومة، إذ نجح أخنوش في الحصول على كل القطاعات الوازنة في الحكومة (الفلاحة والصيد البحري، الصناعة والتجارة، العدل، الشباب والرياضة، المالية) مشيرا في الوقت ذاته إلى أن شرايين الحكومة بيد الأحرار الأمر الذي سيمكنهم من التحكم في مصير هذه الحكومة يورد الشرقاوي. وخلص الشرقاوي، إلى أن أكبر الخاسرين في هذه الحكومة هو حزب العدالة والتنمية، حيث فقد هذا الأخير وزارة العدل والحريات، وحصل على قطاعين لهما أهمية وهما الطاقة والمعادن، والتجهيز والنقل، مضيفا "أن وزراء العدالة والتنمية فقدوا القيمة البروتوكولية، حيث تحول وزيران إلى وزيرين منتدبين، وتحول وزيران منتدبان إلى كتاب دولة، مما يعني أن العدالة والتنمية بالرغم من أنها ربحت مقعدا حكوميا إضافيا (10 حقائب وزارية)، فهي خسرت على مستوى البروتوكول بالنسبة للقطاعات الوازنة في الحكومة" يقول الشرقاوي.