حِينَ قال عزيز أخنوش “هادي هي الشبيبة ديال بصح” في نسختها الثالثة “اكادير” ظهر على ملامحه آمل منشود، باحِثاً في ذات اللحظة عن تعبيرٍ أو توصيفٍ آخر بإمكانه أن يعكس روعة الموقف وحماسة المشهد، إلى أن قال “الله يعزكم”مشهد حج فيه الشباب، وعايَشَه الجميع على عكس الذين يدّعون الطهرانية والحكمة والخبرة تعَسُّفاً وتَطاوُلاً على المجال، دافعين بالسياسة خارج مسارها النبيل. فلما وجد السيد الرئيس طفلا أدقّ تعبيراً وفصاحةً يقول أمام الجماهير الشبابية والطلابية والنسائية “أنا معك تال الموت” جيئ له بجواب يثلج الصدر ويحرج ذوي النفوس الضعيفة، وذوي اللحظات الأخيرة من اليأس، “على بحالك اولدي انا ناكل لعصا”، معنىً هذا الجواب الذي اختاره السيد الرئيس بوعيٍ تام يكمن في أَنِ هذا الفاعل السياسي ورجل الميدان القوي اسْتَمْسَك بالجواب البسيط والدقيق رغم قوّة دلالاته عملاً بمنطوق الخطاب الملكي التالي : “تمثيل المواطنين أمانة عظمى…”: قُوَّةُ الخطاب الشجاع والقوي والرائع يتمثل في انتقاء الكلمات البسيطة المساعدة على استشراف المستقبل بأمل منشود… وليس بقوة واهية ومُزيَّفة مشوهة للخطاب السياسي “التَّافِه/التَّائِه” الذي قادَه العدميين من الاخوان منذ سنوات قد خلت يرفضها الزمكان السياسي المغربي. باختصار شديد نحن أمام حالة نفسية مرَضِية أَتَت كحادثَة سَيْر وظفت لتأطير وتكوين الشباب -المغلوب على أمرهم- خلال السنوات الاخيرة بنكهة إيديولوجية دينية كاذبة، لدرجة انعدم فيها الإحساس بروح المسؤولية و الانتماء للوطن، تميزت بابتزاز للمؤسسات والجرأة في اللايف الفايسبوكي، مركزا على عنوان أو أحداث مضمونها فارغ، ووهم يبيعه لبؤساء الخطاب الديني والتيئيسي كانت له تداعيات سياسية خطيرة على البلاد كرست ذلك العزوف الشبابي عن العمل الحزبي النبيل، وهو ما لم يبدل حال دار لقمان. وإننا إِذْ نُذكر البعض بهاته المحطة لحزب التجمع الوطني للأحرار، حتى تستطيع “أيها الباحث عن الهامشيات والهفوات التي بصمت ذَاتِك” ألاَّ تستَعْجِل أَمْرَك وأَنْ تَضْرِبَ أَلْفَ حِسَاب قبل التحريض والتشهير والتَّرامي على التدوينات بالحسابات الرسمية والوهمية، والصفحات المنتمية واللامنتمية تحت شعار التدوينات ثم التدوينات ناسياً في ذات الوقت مفتاحUSB. ومن واجِبِنا في النضال المستميت حتى النخاع على تقديم النصيحة للشباب وتقويم مسارهم إذا اصابه يأس البؤساء و استولى على أملهم ذلك الخطاب الديماغوجي الهدام، فإننا ندعو حامل هذا المشروع التبخيسي لحضور مختلف أنشطتنا التكوينية وتجمعاتنا الشعبية كي تتلقى الدروس من كوادر الحزب، حزب الكفاءات كمدرسة سياسية بدأت او بالأحرى تواصل بشغف كبير إستقطاب الشباب التواق للتحرر من الظلامية والعدمية وتعيد رسم الخريطة السياسية لمغرب جديد كما يريده صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله في أُفُق أَنْ “تَستيقظ يا غافل” حقّاً بكرامة وعِفَّة ومُرُوءَة وعُنْفُوَان من سباتك العميق، وتعْلَم عِلْمَ اليقين أن الفجوة أضحت عميقة بين مشروعك ومشروع عزيز أخنوش النسخة الثالثة من الجامعة الصيفية للشباب الأحرار، عرت عن الوضع السياسي المُعاش بالمغرب وأبانت عن وعي تام بخطورة مشروع الظلام، وكشفت بأن هاته التلاويين قد اتخذت طيلة الثماني سنوات الأخيرة من الفعل السياسي مجرد مطية للاغتناء والبيع والشراء وتوزيع لغة الكذب والبهتان ونتجت عنه “الفوضى العارمة،والنَّرجِسيَّة السياسية” التي أفرزها المستنقع اللأخلاقي الراسخ في الأذهان والوجدان. هم كذلك، ضد موازين حتى اختلت الموازين، النامبر وان في التقصير مهني والفساد الأخلاقي، توظيفات مشبوهة للدين، خبراء في التدليك والإستحمام بجهل الناس، والعبث بكارتوشات الطباعة والمفاتيح، تحريض النشطاء، وتصريف المواقف اليائسة والبائسة بإسمهم بدون إستحياء، والاختفاء خلف أقنعة سوداوية والظهور بمظهر الفئران والأرانب،مشككون دائمون في القضاء، وإجادة الحملات المغرضة والمزايدة والنعت بنعوت قدحية ومصطلحات غريبة ذات دلالة انتقامية، في غياب تام على القدرة في المرافعة بخطاب سياسي نبيل،وانتقاء تعابير مقنعة ومفيدة للمجتمع، أتَذكر ناس الغيوان حينما قالت الفرق عظيم بين التفاح والرمان! فنحن طبعا إزاء عقل يعتمد على المزاجية و الازدواجية الذاتية والانفصام في الشخصية، والاختباء وراء المؤسسة الملكية في حال الفشل، ومجابهة المجتهدين بالتنكيت والاستخفاف، بدليل إمعانه الدائم في إذلال وتبخيس المؤسسات ومن خلالهما المس بكرامة الانسان والضرب من تحت الحزام،كبحا للفاعل السياسي المُؤثر حتى لا يُؤثر، والتحكم في ميكانيزمات الرِّيع وتوظيفه بشكل جيد لنفسه، في أفق سحب البساط من الجميع تحت ذريعة انا وحدي مضوي البلاد ومن غيري ماكاينش كيفي… اخترنا النضال بدون مقايضة على المصالح الشخصية أو الاسترزاق خلف الدفاع عن المعاشات والتعويضات…حقا هو تقاعد استثنائي شمولي إقصائي لكن دعائياً يصرف عبثه تحت يافطة العتمة ونشر ثقافة المغلوط الملهوط صاحب التقاعد السمين الذي اختار أن يتولى صفة الحارس الأمين للمغرب. من هنا جاءت فكرة مواصلة الذباب وبقاءه على تزييف الوعي الفردي و الجماعي ومحاربة حرية المجتمع من الانعتاق من ظلامكم الدامس، تمخض كالجبل الذي ولد لنا فأرا.. تراكمت حتى أزكمت أنوف الشباب فأصبح عازما على العزوف. فكان ان استيقظ ولاد الناس بصدقهم ذات يوم في شهر شتنبر لِيُفَاجَؤُوا الكل بخطاب جديد عنوانه الأمل والتفاؤل مجدداً اللقاؤ بساحة الميدان. البارحة كانت درساً معمقا في الاخلاق السياسية، كوكتيل الكفاءات ناقش الاوضاع، قدم الحلول وأكد على العمل والمعقول، في الحقيقة تم استفزاز الذباب المملوء بالحقد والكراهية والريع و طغيان الأنا والتسلط الفئوي باسم الانتقامية، ليحاولوا ارجاع ذلك الواقع الذي كان قد تُرِكَ لِحَالِه منذ مُدَّة فَاسْتفَحل وتَجيّش و خَبُثَ بأساليبه المعروفة، لكن مهلاً المغاربة عاقو وفاقو. هذا الذباب اليوم مسؤول عمَّا قيل بهتاناً وزوراً في مواقع الصفحات المشبوهة متفننا في صنع الشُبهة والهرولة وراء المُتعة من خلال كتابات مجهولة الإسم والصفة والقيمة والأصل والمعنى، غير أن ولاد الناس كان لهم رأي آخر وتصور أبعد مما يتوقعون وهو السر الذي يجعل الذباب يبحث عن أبعد قعر في الهاوية وهو لا محالة ساقطٌ فيها عاجلاً أم أجلاً. *رئيس منظمة الطلبة التجمعيين