نفذت فعاليات جمعوية وحقوقية، ومعها ساكنة “أدرار/الجبل” بمناطق مختلفة بسوس، منضوية تحت ولاء تنسيقية ادرار سوس ماسة، مسيرة احتجاجية، جابت صبيحة اليوم السبت، شوارع مدينة اكادير، تحت شعار: “المسيرة الكبرى من أجل الأرض والأمن واقتسام الثروة”. وردد المتضاهرون شعارات نددوا خلالها بالممارسات التي أصبحت تضايق ساكنة المناطق الجبلية، بمناطق مختلفة بسوس، وأولها مشكل التحفيظ العقاري الذي منح للمياه والغابات مساحات واسعة، حاصرت ساكنة الدواوير والمداشر، ومنعتهم من استغلال الغابة التي ورثوها عن أجدادهم. كما ندد المحتجون، بانتشار الخنزير البري، الذي أصبح سيد عدد من المناطق الجبلية، ومايخلفه من أضرار في المحصولات الزراعية، إضافة إلى انتشار ظاهرة الرعي الجائر، وتوافد الرحل على هذه المناطق، وهو مايخلف مواجهات بينهم وبين الساكنة المحلية، أغلبها ينتهي بسقوط جرحى. سعيد جليل فاعل جمعوي وحقوقي من قبيلة أيت ويكمان بإقليم شتوكة أيت بها، قال إن “الأسباب الرئيسية التي جعلتنا نخرج اليوم للإحتجاج ، أولها ما تتعرض له سوس، لأزيد من عقد من الزمن، من ترامي المياه والغابات على أملاك السكان، والرعي الجائر، الذي لا ينضبط لأي قانون، إضافة إلى جحافل الخنزير، التي تأتي على ممتلكات السكان”. وأضاف جليل في تصريحه لجريدة “العمق”، على هامش مشاركته في المسيرة:: “دون أن ننسى مخطط التحفيظ الجماعي، الذي يضفي صبغة قانونية على التحديد الإداري للملك الغابوي، ونعتبرها نحن عملية ترامي المياه والغابات على أملاك السكان”. وأضاف ذات المتحدث، أن “المسيرة نجحت في لم شتات الفاعلين الجمعويين والحقوقيين بسوس، ورص الصفوف، ونطمح إلى توسيع العدد وتحقيق عدد أكثر، وكخطوة أولى فهي مسيرة ناجحة بكل المقاييس، والدليل الحضور المكثف للساكنة، من كل ربوع الوطن”. عبد الله موبين فاعل جمعوي ورئيس جمعية العمال المغاربين بفرنسا، وأحد ساكنة منطقة “إداكاران” شتوكة أيت بها، قال بدوره لجريدة “العمق”: “أشارك في المسيرة كمواطن، وليس بصفتي الجمعوية، وأساند كل السوسيين في مطالبهم، تمنيت أن تكون الجماهير كثيرة، لكون المشكل يتعلق بالأرض”. وكشف موبين موقفه عن الأخبار الرائجة حول تسييس ملف “أكال”، يقول في هذا الصدد: “الجمعيات يجب أن تكون مستقلة، ونحن نساند المستقلة منها التي تدافع عن الارض، وعلى المسؤولين السياسيين أن يتنحوا جانبا، وأن لايستغلوا ملف الأرض للظهور سياسيا”. من جهته، يوسف الغريب فاعل جمعوي وإعلامي، حضر المسيرة، قال في تصريح للجريدة “العمق”: “أتساءل عن نتائج ومخرجات المسيرة الأولى، التي حضرها أزيد من 12 الف بالدارالبيضاء فبراير الماضي، فهل المسيرة الثانية هي تعبير عن فشل كل محاولات المسيرة الأولى؟”. وتابع قوله: “مسيرة الدارالبيضاء بقوتها المعنوية والمادية، أعطت حوارات ولقاءات مع رئيس الحكومة ومع وزير الفلاحة، فمن حقنا اليوم أن نتساءل: هل المسيرة الثانية تعني فشل ما سبق؟ يجب أن نكون بصدد الحديث عن تحقيق المطالب، ولمن سنوجه الخطاب ألان؟ ولماذا اكادير وليس الدارالبيضاء؟ كان بالإمكان أن نطلق من الجهوي إلى الوطني؟ فهل هذا تنازل عن سقف مطالبنا؟”.