أشاد رئيس مجلس المستشارين حكيم بن شماش بجهود كافة مكونات المجلس والحكومة بعد المصادقة على مشروع قانون تنظيمي رقم 26.16 يتعلق بتحديد مراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية وكيفيات إدماجها في مجال التعليم وفي مجالات الحياة العامة ذات الأولوية، ومشروع قانون تنظيمي رقم 04.16 يتعلق بالمجلس الوطني للغات والثقافة المغربية. وأشار بن شماش في تصريح صحفي بالمناسبة، إلى الأجواء الإيجابية والنقاش الغني والمثمر الذي ميز أطوار المناقشة والمصادقة على قانونين هامين، لما لهما دلالات سياسية وثقافية وهوياتية على مستوى ترسيخ وتوطيد البناء المؤسساتي الديمقراطي. وأوضح أن القانونين المصادق عليهما سيدشنان محطة جديدة في تسريع تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية بالمغرب وإدماجها في مختلف مناحي الحياة العامة، حيث يشكل المجلس الوطني للغات والثقافة المغربية قوة اقتراحيه وإطارا مؤسساتيا ومرجعيا، يروم تطوير سياسات لحماية وتنمية اللغتين الرسميتين بشكل يراعي انسجام السياسة اللغوية والثقافية الوطنية مع تعلم وإتقان اللغات الأجنبية الأكثر تداولا، وتعزيز الهوية المغربية للحفاظ على تنوع مكوناتها وتحقيق انصهارها من خلال الولوج إلى الحقوق الثقافية، وتطوير اقتصاد الثقافة، وضمان الانسجام بين المتدخلين في المجال الثقافي والفني. وأكد رئيس مجلس المستشارين، المكانة المحورية للثقافة الأمازيغية في المشروع الديمقراطي الحداثي الذي يرعاه الملك محمد السادس، معتبرا أن التصويت على مشروعي القانونين التنظيميين يمثل لحظة تاريخية من حقنا أن نفتخر بها، وهو استمرار طبيعي للتراكم الغني والايجابي الذي دشنه خطاب العرش للملك سنة 1999، والخطاب التاريخي باجدير سنة 2001، مرورا بوضع الظهير الشريف المحدث للمعهد الملكي للثقافة الامازيغية، وانتهاء بدسترة الأمازيغية كلغة رسمية. وفي السياق ذاته، ذكر بن شماش، أن مجلس المستشارين تفاعل مبكرا مع هذا التحول النوعي الهام الذي تضمنه الفصل الخامس من الدستور، حيث سارع إلى تفعيل الطابع الرسمي الأمازيغي عبر كتابة واجهة المجلس باللغة الامازيغية.. وتضمين نظامه الداخلي بالمقتضيات الكفيلة بتهيئ الظروف وضمان البنيات اللوجيستيكة اللازمة لضمان تفعيل هذه المقتضيات على مستوى اشغال المجلس. كما أبرم المجلس اتفاقية تعاون مع المعهد الملكي للثقافة الامازيغية بتاريخ 3 ماي 2017، تتويجا لمسلسل التعاون بين المؤسستين، وذلك من أجل الاستفادة من خبرته التقنية والعلمية وضمان إدماج ناجع وفعال للغة الأمازيغية في أشغال مجلس المستشارين، فضلا عن تنظيم لقاءات حول الامازيغية في إطار الهدف الثالث من إستراتيجية عمل مجلس المستشارين المتمثل في جعله مؤسسة متفاعلة مع نبض المجتمع ودينامياته و فضاء للحوار العمومي والنقاش المجتمعي التعددي، لا سيما بخصوص الموضوعات الرئيسية لإعمال الدستور وتحقيق الطابع الفعلي للتمتع بالحقوق لاسيما الثقافية و اللغوية منها.