في تفاعل مبحوح مع حادثة اغتصاب الطفل ايمن وقتله بهمجية ووحشية بمدينة مكناس. هذا المقال صرخة ضمير ليس إلا … بعيدا جدا عن مباريات كأس افريقيا ،بعيدا عن الأداء المخجل لفريقنا الوطني وما رافق البطولة من سخط وغضب عارمين في صفوف الكثيرين من هذا الشعب المهووس بالرياضة بلا ألقاب تذكر ….قريبا جدا من واقع اجتماعي وقيمي مهزوز لم تسلط عليه الأضواء بما يكفي في ضل مباريات هذه البطولة ….. صرخة ضمير اخترت لها عنوان “ما تقيش ولادي” فهل من منصت ؟! حينما يغتصب “أيمن” ذو الربيع الحادي عشر بدون وجه حق ، حينما توؤد البراءة تحت براثين النزوات الشادة … حين تمتهن الطهارة والصفاء تحت وطأة الكبث الجنسي والفحولة الجبانة . حينما يسيطر قانون الغاب وتضعف معه قيم الزجر والردع … ماذا عسى ان يصنع المرء في خضم هذا الوضع المقزز، وماذا عسى ان تتيح لي الكتابة والتقرير ، والقلب يفيض غيضا والفؤاد يعتصر جرحا، جرح الأم على فلذة كبدها … وأنى لي ولكل أم بل لكل ذي إحساس وضمير يقظ أن يستشعر غير المرارة لفرط ما يعاين ويسمع عن قرة العين المغتصبة، وما يعاينه من انتهاك جبان لها، وما ” أيمن ” إلا اسم من قائمة طويلة استهدفت فأبيحت ، أنى لكل ضمير ان لا يتأثر لهذا الامتهان الخليع لفلذات اكبادنا ، وهم زينة حيواتنا ومتعة وجودنا …، وبكلمة _وبعيدا عن قاموس العاطفة المتأججة بكاء وألما _” أيمن” وغيره زهور أصابتها عين النزوات الشادة …. فهل من قلوب رحيمة تفك معي شفرة هذا اللغز الخبيث ، هذه العدوى السرطانية ، هذه الآفة الحيوانية ….سموها كما شئتم ولكن أجيبوا على هذين السؤالين المستفزين: أضاقت الدنيا على هؤلاء الوحوش الآدمية بما رحبت …حتى ولوا وجهتهم إلى اطفال في عمر الزهور ؟؟ أي اهتزاز قيمي هذا الذي نعيشه يوما بعد يوم …ونتطبع مع ظواهره بمشاعر بليدة ولا حول ولا قوة الا بالله؟ أجيبوا ولا تقفوا بالله عليكم إزاء هذه المصائب المتتالية التي يتصدر دور الضحية فيها ” أطفالنا بلا حول منهم ولا قوة” (لا تقفوا )بقلوب متحجرة ، ومشاعر محنطة أقصى ملامحها : تعاطف خجول وتنديد محتشم وقلم جاف في هذا الركن وذلك الموقع. بالله عليكم ، كفانا من دغدغة المشاعر ، والتنديد الموسمي ، والاحتجاج الخجول ….لأن ما تنتظره روح “أيمن” وارواح كل الأطفال الأبرياء الذين قضوا قبله ….بل وما يترقبه أولياء أمورهم والجمعيات الجادة التي تشتغل في المجال.. ومعها كل ذي ضمير حي ،أكبر من كل انفعال او ردود افعال موسمية زمانا ومكانا…..ما يترقبونه ونحن بدورنا معهم ، هو تفعيل قانون زاجر لهذا الكبث الهمجي الذي استباح المحرمات ، واستحل الفلذات وخلخل أنبل القناعات….. قانون يتأبى على الفوارق الاجتماعية ، ويضرب صفحا كل أشكال التمييز بين ابناء الكبار وأطفال المعوزين…. قانون كالسيف البتار ، لا تأخذه رأفة بمن سولت له نفسه التحرش بالأطفال او النيل منهم ، قانون ” إعدام ” كابح ورادع. حينها فقط سنكفل لهذه الزهور شيئا من الأمان ، وبعضا من الطمأنينة وجرعات من المرح …. لمطلب هذه الزهور يا سادة ، يا أهل التشريع والقانون قولوا : نعم . ولصرخاتها وآهاتها : قولوا كفى . بالله عليكم قولوا : نعم، قبل فوات الأوان …وقولوا كفى قبل أن تقض صرخاتهم مضاجعكم ، ويؤرق نحيبهم سهاذكم. فهل من حياة لمن ينادون ؟!