هكذا و بعد ست سنوات من السجن الانفرادييرتقي محمد مرسي عيسى العياط إلى مصاف الشهداء الذين لا يموتون ميتة البعير على أسرَّتهم ليجاورفي الجنان خيرة من أنجبتهم هذه الأمة من أمثال السيد قطب و الشيخ حسن البنا وأحمد ياسين و عبد العزيز الرنتيسي و يحيى عياش و آخرهم شهيد الأمة صدام حسين.هذه الزمرة هي القيادة والقدوة التي يفخر بها الأحرار في كل البلدان الإسلامية.زمرة ختم الله لها بالشهادة في الميدان -نحسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحدا –اليوم و على طريقة المخابرات الصهيونية و الروسية في اعتماد الموت البطيء كأداة لإجرامهم .تطال أياديهم الملطخة بدماء شهداء رابعة الرئيس الشرعي لمصرحيث تم تنفيذ العملية بدقة و اختير توقيتها بعناية مركزة فكما اغتالوا شهيد الأمة صدام حسين في عيد الأضحى ها هم يختارون يوم 17حزيران لتصفية محمد مرسي و هو نفس اليوم من 2012 حيث انتخب فيه كرئيس شرعي منتخب للشعب المصري وكأني بهم يغتالون الديموقراطية التي أرادها أبناء النيل عقابا لهم على سوء اختيارهم لمرشح الرئاسة . ليس عبثا أن يتم حصار الرجل و سجنه حتى يلقى ربه دون مظلمته بتباث و عزيمة لا يغير مواقفه فالرجل حافظ لكتاب الله حاصل على دكتوراه في الهندسة من جامعة كاليفورنيا مهندس و أستاذ جامعي هذه الطينة من الرجال تحرص الصهيونية والغرب المنافق على دكهم في غياهب السجون لأنها تعرف مدى استجابة المجتمعات الإسلامية لهملا يشبهون الكراكيز التي تحكم معظم البلاد . رحل عنا مرسي شامخا بعدما حرموه من أبسط حقوقه ومنعوا عنه الزيارات حتى لا يروي هول ما يجده وإخوانه في زنزاناتهم و سيذكر التاريخ أن أول من خانه حزب النور و شيخ الأزهر و شرذمة نتنة أيدت السيسي في انقلابه بفتاواها كما أيدته رقصات بعهرهن و بلطجية بخيانتهم . اليوم تنكس الرايات حدادا على الشعب المصري الذي مات ضميره ولم يحرك ساكنا في مواجهة فرعون أم الدنيا الجديد .شأنهم في ذلك شأن المنظمات الحقوقية العالمية التي تتشدق بحقوق الانسان حين التزمت الصمت في موقف مريب و مخزي يندى له الجبين ليبقى وصمة عار تتزين بها صدور جميع الخونة والعلماء. هكذا يكون الدكتور محمد مرسي رحمه الله قد وفى بوعده في التضحية بحياته فداء لدينه ووطنهوحرمقضاة جهنم من شرف الحكمعليه ليموتوا بغيضهم لكنه ترك وراءه زنزانات مكتظة بأسود صُمّت آذان المصريين عن سماع زئيرهم . عزاؤنا الوحيد هو أن يبعث في الجيش المصري خالد اسطمبولي جديد أو رجل رشيد ينهي هذه المأساة.