يعتبر الجمال قيمة أخلاقية على غرار القيم الأخلاقية الأخرى الحق والخير.سأتطرق هنا إلى مفهوم الجمال في الثقافة القروية بواحة إيماسين وبالضبط جمال المرأة الجسدي والخلقي، عن مقاييس ومعايير جمال المرأة من منظور قروي؟ محاولا إبراز بعض وسائل وطرق التجميل التقليدية والعريقة في بإماسين؟ منذ ولادة الأنثى بالواحة تثير كمولودة أنظار أمها، وانتباه أفراد عائلتها فتراهم يقارنون ملامح وجهها وصفاتها السحنة والشكلية بأمها أو بأبيها وهذا اهتمام مبدئي بالصفات الجمالية عند المولودة، يختار الأبوين للمولودة اسما غانيا بمعاني الجمال وقيما أصيلة مثل: عدجو، فانة، هروش، هرى… للأسف هذه الأسماء في طريق الانقراض وجاءت بدلها أسماء دخيلة شرقية وغربية مثل جميلة فريدة، قمر حسناء،علياء.. تخضع الطفلة منذ الشهور الأولى من ولادتها لتثقيب الأذنين، وتزين بحلقات (تخرسين) من الذهب أو من الفضة حسب الاستطاعة المادية، ويتم الاعتناء بهذه الثقب حتى تندمل. تنصح الفتاة منذ في صباها عدم تناول بعض المأكولات مثل بيض الحجل، ومخ وكبد بعض الحيوانات معتقدين أن هذه المأكولات تودي إلى ظهور بقعا سوداء في الجلد. ويمنع تخطي المولود الجديد وهو مستلق على الأرض حسب المعتقدات المتوارثة هذه العملية تجعل المولود قصير القامة، وهذا يبرز أهمية القامة الطويلة في الجمال الريفي، وهي صيحة عالمية في عالم والجمال. كما أسلفت فإن القامة ورشاقة الجسم من المعايير الأساسية لجمال وكمال المرأة في الثقافة بواحة إيماسين. أما يعتبر الشعر بمثابة تاج على رأس المرأة يضفي عليها حسنا وجمالا، لهذا فإن المرأة القروية تعتني بشعرها بتنظيفه والاعتناء به، بمواد طبيعية مثل الحناء والغاسول والقرنفل، يمشط الشعريوميا ويظفر في ظفيرتين جانبيتين (تمزضا) أو ظفيرة خلفية واحدة كما يدهن بزيت الزيتون. يعتبر الشعر اللين والأملس والأشقر، قيمة جمالية عليا للمرأة الواحية أمام قريناتها… لذا تقوم بعض الفتيات حاليا بصباغة شعرهن باللون الأصفر الأشقر. تعتبر الأعين مقياسا للجمال وكثير ما تتغنى النساء والرجال بوصف العيون حجما ولونا، إذ تعتبر ذات الأعين السوداء الكبيرة هدفا.للفم وللشفتين نصيب كبير في جمال المرأة، إذ تعتبر الفتاة ذات الفم الصغير والشفتين الصغيرتين والمحمرتان أكثر جمالا، يتم الاعتناء بالفم والشفتين بواسطة السواك (المسواك) ونباتات طبيعية أخرى، كما تعتبر الأسنان من علامات الجمال، إن تعمد المرأة إلى تغليفها سن أمامية جانبية بواسطة الذهب أو الفضة تتباهى بها المرأة مع قريناتها، كما أن الأنف المستقيم والغير المعقوف من علامات الجمال وهذه صيحة عالمية في تمديد واستقامة الأنوف بواسطة العمليات الجراحية الحديثة. تستعمل المرأة الواحية مساحيق طبيعية لتلميع وتبييض الوجه، إذ أن الوجه المستدير والصافي من كل أنواع البقع الجلدية مفخرة للمرأة بصفة عامة. تتوشم البنت منذ بلوغها إذ أن الوشم يضيف للمرأة جمالا وبهاء، حيث ترسم أشكال هندسية متوارثة تحمل تاريخا رمزيا وحضاريا لهذه للأمة العريقة في مختلف أنحاء الجسم في الجبهة والذقن الأنف، الذراع والساقين بألوان خضراء وزرقاء، يعتبر الوشم مدخلا للفتاة إلى عالم النضوج والزوجية. ويبقى الاهتمام بالجسد والجمال تعبير فردي وجماعي عن سمو الإنسان ورقيه. بقلم إدريس دريسي