عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الخميس الماضي، 16 ماي 2019، أثناء مؤتمر صحفي، الخطوط العريضة لرؤيته حول القوانين المتعلقة بالهجرة إلى الولاياتالمتحدة بنية العمل و الإقامة الدائمة. و أثناء تقديمه لخطته تلك، بدى ترامب مُقنعا إلى حد كبير و مُلمّاً بالثغراث التي ظلت تطبع نظام “البطاقة الخضراء”، الذي تستفيد منه أزيد من مائة دولة عبر العالم من بينها المغرب، و الذي غير حياة العديد من الشباب عبر العالم بإعطائهم فرصة ذهبية للانتقال إلى العالم الجديد و الشروع في تأسيس الحلم الأمريكي. دونالد ترامب انتقد هذا النظام الساري المفعول إلى حدود اليوم، و قال إنه “نظام قائمٌ على عشوائية الانتقاء” من خلال يناصيب يديرها نظام معلوماتي، و بالتالي فهو مبنيٌّ على الحظ، و يسمح بتسلل أشخاص لا يتقنون اللغة الإنجليزية أو أنهم بخلفيات لا تسمح لهم بالاندماج السلس في نسيج المجتمع المضيف. و أضاف بأن ذات النظام “تمييز حقيقي ضد ذوي المهارات العالية و العقول اللامعة” التي لم يحالفها الحظ في نظام “قُرعَة التنوع”. و قال ترامب بأن خطته، المرتقب دخولها حيز التطبيق بمجرد مصادقة الكونغريس الأمريكي عليها، قد صاغها “خبراء أمنيون لهم احتكاك يومي بأمن الحدود و سياسات الهجرة، و لم يكتبها سياسيون” الذين قد يختلط عندهم القانون بالمصالح. و من أجل تجاوز هذه الثغرة تضمنت خطة ترامب حول الهجرة — الغير المسبوقة في تاريخ أمريكا، لكنها تستلهم تجارب بعض الدول الرائدة في نظام انتقاء الكفاءات– نظاما يقوم على النقاط، كما هو معمول به في الجارة الشمالية كندا منذ عدة سنوات، تُعطى فيه الأولوية لأصحاب التكوين التعليمي العالي و ذوي المهارات الذين يتقنون الإنجليزية. و قال الرئيس في هذا الصدد، مخاطبا أي مهاجر مفترض ينوي القدوم إلى أمريكا، “إذا كان لديك وعد مناسب للمجيء إلى هنا ، فسيتم قبولك على الفور، ولكن إذا لم يكن لديك ذلك، فسيتم إعادتك إلى منزلك بسرعة" كما أضاف “إذا كنت عاملا شابا وتتمتع بمهارات جيدة وتعليم عال، سيكون حظك أوفر في الحصول على البطاقة الخضراء”؛ كاشفا كذلك عن نية إدارته من رفع نسبة العمالة المؤهلة من 12% المعمول بها حاليا، إلى 50%، “و لما لا إلى 75% ” كما قال. و تطرق ترامب كذلك أثناء عرض خطته الإصلاحية حول الهجرة لمشروع بناء الجدار الفاصل بين أمريكا و المكسيك، و هو مشروع أثار سجالا كبيرا داخل البلد و خارجها، لكن ترامب و أنصاره يرون بأن الموضوع يستحق ما دامت الحدود بين البلدين تشهد تدفق آلاف المهاجرين الغير الشرعيين، و تَسلُّل عناصر العصابات الإجرامية، و تهريب النساء و الأطفال و المخدرات.. و وَعَد بأن يتم تمويل عملية بناء الجدار من العائدات الجمركية لنفس الحدود، مع الرفع من جاهزيتها من خلال مدها باللوجستيك و الرأسمال البشري اللازم. و كان آخر قرار رئاسي لدونالد ترامب حول الهجرة يعود ليوم 24 فبراير 2017، أي بعد حوالي شهر من تاريخ تنصيبه رئيسا للولايات المتحدةالأمريكية يوم 20 يناير 2017 ، حينما وقع أمراً بمنع مواطني سبعة بلدان ( من بينها سوريا و العراق و اليمن و إيران و ليبيا و الصومال و السودان ) من دخول التراب الأمريكي، في خطوة رآها البعض وفاءً منه بوُعوده الانتخابية التي تبنَّت موقفا متشددا حيال الهجرة. و كانت سلطات المطارات الأمريكية قد قامت حينها بتنفيذ ذلك القرار فوراً حتى على أولئك المعنيين به الذين صادفهم صدوره و هم على متن رحلاتهم الجوية صوب أمريكا، إذ تم رفض التأشير على دخولهم للبلد و تمت، بالتالي، عملية إعادتهم إلى البلدان القادمين منها فوراً، و كان من بين أولئك المسافرين طلبةٌ مقيمين بالديار الأمريكية لكنهم راحوا في زيارة قصيرة لبلدانهم فحرموا من إتمام برامجهم الدراسية بسبب رؤية الرئيس الجديد حول الحجرة و التي يقول محللون و أكاديميون أنها تحركها مخاوف عرقية.