أعلن المغرب عن شروعه في إعداد ملف ترشيح “المهارات والمعارف التقليدية المرتبطة بالخطارات”، بغية إدراجها لدى منظمة اليونسكو ضمن لائحة التراث الثقافي غير المادي الذي يحتاج إلى صون عاجل، في إطار تفعيل اتفاقية اليونسكو لسنة 2003 الخاصة بصون التراث الثقافي غير المادي والتي صادق عليها المغرب سنة 2006. وكشفت وزارة الثقافة والاتصال في بلاغ لها، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، أنها أعطت الانطلاقة الرسمية لإعداد هذا الملف الهام من خلال اللقاء التشاوري الذي عقدته الوزارة -قطاع الثقافة- بمدينة الرشيدية يوم 23 أبريل الماضي، بتعاون مع مؤسسة مفتاح السعد للرأسمال اللامادي المغربي. وتعتبر الخطارات واحدة من أعرق أنظمة السقي التقليدية والذكية بالمغرب، حيث تمتد لأزيد من ألف سنة وتتواجد بكثرة في مناطق الجنوب الشرقي، خاصة بقرى جهتي درعة تافيلالت ومراكش آسفي، في حين توقفت هذه القنوات المائية عن العمل منذ الثمانينات بسبب تطور تكنولوجيا استخراج ونقل مياه السقي، وقد سلطت “العمق” الضوء على هذه التقنية من خلال تقرير ميداني سابق. من تحت الأرض.. العمق تكشف عمل نظام الخطارات منذ ألف عام (فيديو) إقرأ أيضا وقالت الوزارة إن هذه الخطوة تأتي “ضمن مخططها العملي والتنفيذي في مجال حماية وتثمين التراث الثقافي، حيث تولي اهتماما خاصا بالمعارف والمدارك والمهارات التقليدية التي تتعرض لخطر الانقراض والزوال نتيجة عوامل عديدة منها العولمة والعصرنة وتغير أنماط العيش، والتي تستدعي صونا عاجلا من خلال إعداد مخططات الصون والإحياء والتثمين بمشاركة الممارسين والمعنيين بالأمر”. وأوضحت أنها تقدمت بتعاون مع مؤسسة مفتاح السعد للرأسمال غير المادي المغربي بطلب تسجيل “المهارات والمعارف التقليدية المرتبطة بالخطارات” لدى اليونسكو، كخطوة مهمة في مسار إحياء هذه المنشآت حتى تستمر في أداء دورها الأصلي أو إعادة توظيفها في برامج تنموية أخرى كإدماجها في المسارات السياحية والثقافية. والخطارات تقنية تحت أرضية في مجال السقي التقليدي تعتمد في المناطق القارية، وهي عبارة عن قناة مائية باطنية تحت الأرض يتراوح طولها حوالي 45 كيلومترا، وعلوها 15 مترا بعرض 3 أمتار، ويختلف ذلك حسب موقع ومنطقة كل خطارة، وتستعمل لجلب المياه من المرتفعات لسقي الأراضي السفلى عبر نظام الجاذبية، بينما تتقطع القناة بمئات الآبار تتباعد عن بعضها ما بين 5 إلى 25 مترا. وتم اختيار نموذج الخطارات المتواجدة بمنطقة غريس الأوسط (من تزكاغين إلى فزنة) لتكون موضوع الملف الذي سيودع لدى اليونسكو قبل متم شهر مارس 2020، كعملية أولية ونموذجية يمكن تعميم نتائجها في المستقبل على باقي مناطق المغرب التي تتميز بتواجد هذه المنشآت المائية. وسينضاف ملف “المهارات والمعارف التقليدية المرتبطة بالخطارات” إلى مجموعة من الملفات الأخرى المرتبطة بعناصر أخرى من التراث الثقافي غير المادي المغربي التي تم إيداعها لدى اليونسكو، في انتظار تسجيلها لتلتحق بالعناصر السبعة التي تم إدراجها سابقا ضمن لوائح اليونسكو، وفق البلاغ ذاته. 1. التراث غير المادي 2. الخطارات 3. المغرب 4. اليونيسكو 5. وزارة الثقافة