ارتفعت حصيلة الشهداء بقطاع غزة منذ الجمعة إلى 14 شهيدا، وسقط ثلاثة قتلى إسرائيليين جراء قصف المقاومة، كما هددت فصائل المقاومة بتوسيع دائرة ردها. في حين أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجيش “بمواصلة هجماته بقوة”. وفي أحدث التطورات استشهد فلسطيني وأصيب ثلاثة في غارة على سيارة وسط مدينة غزة، وأفاد مراسل الجزيرة قبل ذلك باستشهاد فلسطينيين اثنين في قصف إسرائيلي استهدف مجموعة من المواطنين شرق مدينة غزة. واستشهد في وقت سابق فلسطينيان وأصيب آخرون بجراح مختلفة جراء قيام طائرة استطلاع إسرائيلية باستهدافهم بعدد من الصواريخ في مخيم البريج (وسط قطاع غزة)، ليرتفع عدد شهداء القصف اليوم إلى أربعة، حيث استهدف القصف الجوي شرق مدينة غزة وشاطئ بحر شمال القطاع، تزامنا مع عشرات القذائف المدفعية. ومن بين شهداء القصف الإسرائيلي العنيف منذ أمس سيدة وطفلة سقطتا في قصف على حي الزيتون (شرقي مدينة غزة)، كما دمرت طائرات الاحتلال ثمانية أبنية سكنية في مناطق متفرقة من القطاع، في حين أعلنت وزارة الصحة بالقطاع إصابة أكثر من أربعين فلسطينيا بجراح مختلفة، بينهم من وصفت حالته بالخطيرة. كما أعلن جيش الاحتلال في بيان اليوم استدعاء لواء المدرعات السابع إلى منطقة الحدود مع قطاع غزة، “لمواصلة الجهود الدفاعية المختلفة”. حشد عسكري وعقد نتنياهو اجتماعا طارئا للمجلس الوزاري الأمني المصغر، وقال إنه أمر الجيش بمواصلة هجماته بقوة، محملا حركة حماس المسؤولية “ليس فقط عن اعتداءاتها وعملياتها، بل أيضا عن عمليات الجهاد الإسلامي، وهي تدفع ثمنا باهظا على ذلك”. وأضاف مخاطبا الإسرائيليين “أصغوا بدقة إلى تعليمات الجبهة الداخلية، هذه التعليمات تنقذ الحياة، نعمل وسنواصل العمل من أجل استعادة الهدوء والأمان لسكان الجنوب”. وقال وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتس إن إسرائيل مستعدة لخوض المعركة حتى لو كانت في ذكرى قيامها التي ستحل قريبا، في حين قال وزير البناء والإسكان يؤاف جالانت إن الوضع ليس واضحا، وقد يؤدي التصعيد إلى معركة شاملة. بدوره، قال المتحدث باسم الجيش رونين مانيليس للإعلام الأجنبي إن الهجمات ستتواصل على قطاع غزة لعدة أيام، وإنه لا يوجد حديث عن وقف لإطلاق النار حاليا. وقبل ساعات، ذكر شهود عيان أن الطائرات الإسرائيلية قصفت موقعين لفصائل المقاومة الفلسطينية شمالي القطاع، ومبنى للشرطة البحرية في ميناء غزة، ومنزلين بمدينة خان يونس (جنوب)، ومصنعا للمنتجات البلاستيكية شمالي القطاع. المقاومة ترد في المقابل، أكدت مراسلة الجزيرة مقتل مستوطنين إسرائيليين اثنين متأثرين بجراحهما إثر سقوط قذائف صاروخية على عسقلان، كما قتل قبلهما إسرائيلي عمره 58 عاما بعد سقوط صاروخ على منزل بعسقلان. وأصيب ثلاثة في عسقلان، اثنان منهم في حالة خطيرة، في حين أصيب رابع بجراح حرجة قرب كيبوتس ياد مردخاي (شمال القطاع). وقالت المصادر الإسرائيلية إن خمسمئة صاروخ أطلقت من غزة منذ أمس، باتجاه مدن بئر السبع وأسدود وعسقلان والمستوطنات المتاخمة لقطاع غزة. واستهدفت كتائب القسام مركبة عسكرية بصاروخ موجه شمال غزة، وحققت إصابة مباشرة. وقبل هذه التطورات، تلقى 58 إسرائيليا علاجا طبيا صباح اليوم، بحسب صحيفة هآرتس. من جانبه، قال قائد كبير في سرايا القدس (الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي) إن المقاومة جاهزة لتوسيع مدى دائرة النار كمّا ونوعا. وأوضح القيادي في بيان أن المقاومة استهدفت المدن الإسرائيلية بصواريخ جديدة ذات قوة تدميرية كبيرة، مضيفا أن جيش الاحتلال يتكتم على أماكن وفعالية الصواريخ التي سقطت في عسقلان وغيرها من المدن والبلدات الإسرائيلية. ونقل مراسل الجزيرة عن مصادر في المقاومة الفلسطينية أنها استهدفت بالصواريخ قاعدة “حتسريم” الجوية ومطار “نيفاتيم” العسكري القريبيْن من مدينة بئر السبع. كما أعلنت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة مسؤوليتها عن قصف مستوطنات ومواقع للاحتلال الإسرائيلي في غلاف غزة -منذ صباح أمس- برشقات صاروخية، وذلك ردا على استباحة الاحتلال دماء الفلسطينيين الجمعة. وأشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني إلى أن إسرائيل فتحت الملاجئ في أغلب مناطق محيط غزة، موضحة أن صافرات الإنذار وصلت منطقة الخضيرة (تبعد 110 كيلومترات عن قطاع غزة). وقال المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف في تغريدة إن الأممالمتحدة تعمل مع جميع الأطراف لتهدئة الوضع في غزة، مضيفا “أدعو إلى وقف التصعيد الفوري والعودة إلى تفاهمات الأشهر القليلة الماضية، أولئك الذين يسعون إلى تدميرها (التفاهمات) سيتحملون مسؤولية الصراع الذي ستكون له عواقب وخيمة على الجميع”.