نظمت جمعية الإبداعات للتأطير التربوي والثقافي والتنمية الاجتماعية بقرية فشتالة الواقعة ضمن النفوذ الترابي لجماعة تاكزيرت التابعة لإقليم بني ملال، ندوة علمية بعنوان “شذرات من تاريخ فشتالة”، تحت شعار “جميعا من أجل إنقاذ معالم فشتالة الأثرية والتعريف بمؤهلاتها الثقافية والسياحية”، يوم السبت 28 أبريل 2019. وتضمنت الندوة ثلاث مداخلات، كانت الأولى من إلقاء الأستاذة الجامعية سعاد بلحسين المهتمة بتاريخ وتراث جهة بني ملالخنيفرة، ورئيسة مركز معابر للدراسات في التاريخ والتراث والثقافة والتنمية، والتي نوهت بالجهود المدنية المحلية التي تهدف إلى نفض الغبار عن تاريخ وتراث فشتالة وإحياء روح الموقع الأثري بطرق إبداعية فريدة، مبرزة أهمية انفتاح الدرس الأكاديمي على المجتمع من خلال نافذة التراث. كما وقفت الأستاذة الجامعية على البعد الحضاري الذي تكتسيه فشتالة؛ بحيث يجمع موقعها بين التاريخ والحضارة بدليل أن فشتالة ظلت محط اهتمام مختلف الدول التي تعاقبت على حكم المغرب منذ الأدارسة إلى الفترة العلوية، مشيرة إلى حضور فشتالة في العديد من المصادر التاريخية انطلاقا من إشارات المؤرخ ابن أبي زرع إلى حدود القرن التاسع عشر مع إشارات الرحالة الفرنسي شارل دوفوكو، مؤكدة على أهمية الحفاظ على ثقافة الموقع من خلال ترميم المآثر العمرانية لفشتالة. أما المداخلة الثانية فكانت من إلقاء الأستاذ عبد الحكيم أبو اليتيم الباحث في سلك الدكتوراه، الذي قدم معطيات تاريخية غنية حول الأدوار التي لعبتها فشتالة في تاريخ المغرب، مبرزا بعض الأوصاف التي تقدمها المصادر التاريخية عن مدينة فشتالة حاضرة تادلا ككتاب وصف افريقيا للحسن الوزان وكتاب افريقيا لمرمول كربخال. وأشار إلى أن لفظة فشتالة ذات مدلول بشري قبلي، كما أبرز بعض الخصائص العمرانية للموقع خاصة المسجد العظيم أحد أبرز المعالم الأثرية بالموقع، والذي لازالت أسواره شاهدة على الفن المعماري المريني الديني، كما وقف الأستاذ أبو اليتيم على الأدوار الكبرى الذي لعبها الشرفاء الجزوليين بالمنطقة. وعرض الأستاذ عمر كمال أحد أبناء المنطقة المهتمين بتاريخ فشتالة في المداخلة الثالثة، شذرات من تاريخ فشتالة، والذي استثمر فرصة الندوة لعرض العديد من التوصيات كضرورة إقامة حفريات بموقع فشتالة الأثري للكشف عما يختزنه من تاريخ، وتصنيف الموقع كتراث وطني، وتثمين التراث الطبيعي للمنطقة.