أصيب العشرات من الأساتذة المتدربين في تدخلات أمنية وُصفت بالعنيفة، بكل من إنزكان ومراكشوفاسوالدارالبيضاء صباح اليوم الخميس. وأفاد مصدر ل"العمق" بإنزكان، عن نقل أكثر من 50 مصابا إلى المستشفى، من بينها حالات "خطيرة"، جراء استعمال أفراد القوات العمومية للهراوات والركل "العنيف" لتفريق المتظاهرين، مشيرا إلى أن جل الإصابات كانت على مستوى الرأس. وقال أيوب الراقدي، عضو المجلس الوطني للتنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين بالمغرب، في اتصال مع "العمق"، إن قوات الأمن تدخلت بعنف غير مبرر مباشرة بعد انطلاق مسيرة احتجاجية ضخمة للأساتذة المتدربين من أمام مركز التكوين بإنزكان، مضيفا أن عدد المصابين قد يتجاوز المائة، نتيجة العنف "المفرط للأمن"، وهو ما خلف اختناقات وإغماءات بالجملة، حسب قوله. وفي مراكش، أفاد أستاذ متدرب ل"العمق"، عن وقوع إصابات بين الأساتذة المتدربين في تدخل أمني لتفريق مسيرة بساحة الكتبية، لافتا إلى وجود طوق أمني "كثيف" بالساحة المذكورة. وفي الدارالبيضاء، أفاد المنسق الإعلامي لتنسيقية الأساتذة المتدربين ل"العمق"، عن وقوع 12 إصابة بعد تدخل الأمن، مشيرا إلى تطويق مسيرة الأساتذة المتدربون بأعداد كبيرة من قوات الأمن من مختلف التشكيلات، قرب فندق حياة رينجسي وسط المدينة صباح اليوم. وأفاد مصدر "العمق" في فاس، عن وقوع حالات إصابات ناتجة عن الإغماءات والاختناقات بسبب التدافع، بعد تدخلات أمنية ضد مسيرة الأساتذة المتدربين بالمدينتين. فيما أشارت مصادر "العمق" إلى عدم وجود أي تدخل أمني في مسيرة وجدة، لافتا إلى أن قوات الأمن هناك تنسق مع الأساتذة المتدربين لتنظيم المسيرة. ونظم الأساتذة المتدربون مسيرات جهوية متزامنة بست مدن اليوم الخميس، ضمن البرنامج الاحتجاجي الذي وضعته التنسيقية الوطنية للاحتجاج على المرسومين الوزاريين. التدخلات الأمنية الجديدة، تأتي أياما بعد تدخلات سابقة في مسيرات محلية أدت إلى وقوع عدة إصابات، خاصة بطنجة وآسفي وتازة وقلعة السراغنة والحسيمة. ويطالب الأساتذة المتدربون بإسقاط مرسومين وزاريين أقرتهما وزارة التربية الوطنية، ينص الأول على فصل التكوين عن التوظيف، ويقلص الثاني من قيمة المنحة، معتبرين إياهما "تراجعا خطيرا في القطاع التعليمي". وتصر وزارة التربية الوطنية على تطبيق المرسومين مشيرة إلى أنهما سيوسعان من دائرة المستفيدين من التكوين لإعدادهم للالتحاق بالوظيفة العمومية أو القطاع الخاص، لافتة إلى أن المرسومين سيساهمان في "تجويد الولوج لسلك الوظيفة العمومية لقطاع التربية والتكوين". وتعرف مراكز تكوين الأساتذة المتدربين شللا تاما منذ أكثر من شهرين، بفعل المقاطعة الشامل للدروس النظرية والتطبيقية، وذلك بعدما "أساتذة الغد" عن استعدادهم لسنة بيضاء، محملين الحكومة نتائج هذا الوضع، مؤكدين استمرارهم في احتجاجاتهم إلى حين إسقاط "المرسومين".