الخرجات الإعلامية الأخيرة لبنكيران وبعض أعضاء الحزب البارزين في الساحة السياسية تبين بالملموس أن الحزب الأول في الإنتخابات أصبح كالثعبان برأسين وأصبح يعرف نوعا من التخبط في التسيير والإزدواجية في الخطاب، ولم نعد ندرك كمغاربة من هو الرجل الأول في الحزب ؟ وما هي المرجعية الحقيقة لهذا الحزب؟ هل فعلا هي مرجعية إسلامية ام هو إستغلال للإسلام لقضاء مآرب أخرى ؟ وهل فعلا لديه ”برنامج عمل” أم أننا أصبحنا في صراعات داخلية من أجل التحصل على إمتيازات وكفى… فالطريقة التي يتحدث بها بعض من أعضاء الحزب، وأيضا الخرجات الإعلامية المتتالية لأمينه العام السابق، لا تعدو أن تكون مجرد محاولة أخيرة لإسترجاع بعض من الشعبوية التي من خلالها استمال جزءا كبيرا من المصوتين له في الإنتخابات الأخيرة واستطاع أن يحثل المرتبة الأولى. وكذا تمديد العمر السياسي له والذي أوشك أن ينفذ. بنكيران في آخر خرجة إعلامية له، قام كعادته بإستعمال لغته المعهودة في إطلاق سيل من الإتهامات هنا وهناك، حيث استبدل العفاريت والتماسيح بصيغة المبني للمجهول هذه المرة، وبدى وكأنه يحاول التغطية على الريع الذي أستفاد منه، حيث حاول ذر الرماد في عيون منتقديه وإستعمال سياسته المعتادة في الهروب للأمام. المعاش الإستثنائي السمين الذي تحصل عليه بنكيران تسبب له ولحزبه في فقدان نوع من الشرعية، وكذا كشف المعدن الحقيقي لهذا الحزب الذي يتخد من الإسلام مرجعا له حيث أنه في مرحلة ما أطلق شعار ”الأجر مقابل العمل” وكذا “صوتكم فرصتنا للإصلاح” يبدو أنها لم تكن سوى شعارات لتحصيل الأصوات الإنتخابية وفقط. خلال خرجته الإعلامية الأخيرة والتي أسالت الكثير من الحبر حول سبب وتوقيت هذه الخرجة، حيث كعادته استهل خطابه، بدعوته برلمانيي حزبه للتصويت ضد القانون الاطار المتعلق بالتربية والتكوين، حيث ادعى أن هذا القانون هو خطر على أبناء المغاربة، وبدأ في الدفاع على تدريس المواد العلمية باللغة العربية ورفض فرنستها، لأن يدعى أن تدريس هذه المواد العلمية بالفرنسية هي ضرب للمدرسة العمومية وتكريس للغة المستعمر وتقليل من اللغة الأم، حيث خاطب رئيس الحكومة الحالي ودعاه لرفض مشروع القانون هذا، ولو أدى به الحال إلى التخلي عن رئاسة الحكومة. الطريقة التي كان يتحدث بها تبين بالملموس الوجه الحقيقي له، حيث أن مثل هذه المواقف لم يكن يجرأ على إتخاذها وهو رئيس للحكومة، فليس الأمس ببعيد حيث في عهده تم تمرير قوانين أكثر خطورة كإصلاح صندوق التقاعد والذي أفرغ جيوب المواطنين المغاربة لإصلاح خطأ لم يرتكبوه من الأصل، وكذا تعدد تعويضات البرلمانين وغيرها من القوانين التي لم تكن له الجرأة التي أصبح يدعيها الآن والتي لا تعدو أن تكون محاولة للإفساد أكثر من الإصلاح حيث أنه قام بإشعال فتيل الحرب الداخلية داخل حزبه وهو كان يستمد قوته من إنسجام وتكثل أعضاءه. 1. وسوم