سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عزيمان يفجرها في وجه بنكيران وينتصر لبلمختار بخصوص فرنسة المواد العلمية: رئيس المجلس الأعلى للتعليم ينبه رئيس الحكومة إلى أن موقفه السلبي من تعزيز اللغات غارق في النزعة الإيديولوجية العقيمة
خرج رئيس المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي ،عمر عزيمان، عن صمته بخصوص تقريع بنكيران تحت قبة البرلمان لوزير التربية والتكوين المهني رشيد بلمختار، بسبب مذكرة حول تدريس المواد العلمية باللغة الفرنسية، وما خلفه الامر من اتهامات واتهامات مضادة بخصوص المذكرة عدد 385.15 بتاريخ 19 أكتوبر 2015 . وأبدى عزيمان في كلمته، مستهل الدورة الثامنة، للجمعية العامة للمجلس، يوم الاثنين 21 دجنبر الجاري، غضبا كبيرا من عودة رئيس الحكومة إلى نقاش اللغات خلال مروره في جلسة البرلمان، وكانت كلمته واضحة الانتقاد والرد للمناهضين، لمذكرة الوزير التكنوقراطي، ل»فرنسة المواد العلمية للثانوي»، وفي مقدمتهم حزب رئيس الحكومة. وبدا هذا واضحا حينما استشهد بخطاب ملكي، أكد فيه الملك محمد السادس :»إن خطاب إصلاح التعليم، يجب أن يظل بعيدا عن الأنانية، وعن أي حسابات سياسية، ترهن مستقبل الأجيال الصاعدة، بدعوى الحفاظ على الهوية...ومن هنا فإن مستقبل التعليم، وجب أن يهدف أولا إلى تمكين المتعلم، من اكتساب المعارف والمهارات وإتقان اللغات الوطنية والأجنبية، لا سيما في التخصصات العلمية والتقنية، التي تفتح له أبواب الاندماج في المجتمع «. ووصلت درجة الغضب بعزيمان الى حد تنبيهه لبنكيران أن موقفه السلبي من تعزيز اللغات الأجنبية في التعليم، غارق في النزعة الإيديولوجية العقيمة، ويكشف عجزا في استيعاب مضامين الخطب الملكية ونقضا متعمدا لالتزام سابق بتنفيذ الرؤية الإستراتيجية الجديدة لإصلاح التعليم التي تسلمها بنكيران. وبدا من خلال نفس الكلمة أن عزيمان انتصر لبلمختار في صراعه مع رئيس الحكومة انطلاقا من استشهاده ثانية بخطاب الملك، حين قال: «.. وخلافا لما يدعيه البعض، فالانفتاح على اللغات والثقافات الأخرى، لن يمس بالهوية الوطنية، بل بالعكس، سيساهم في إغنائها، لأن الهوية المغربية، ولله الحمد، عريقة وراسخة، وتتميز بتنوع مكوناتها، الممتدة من أوربا، إلى أعماق افريقيا..» وهو جواب لما طلبه بنكيران من وزيره في التعليم بطي صفحة «فرض اللغة الفرنسية بالتعليم الثانوي»، بمبرر «الحفاظ على الهوية الوطنية». واعتبر متابعون ان ما وقع ما هو الا استمرار لصراع من نوع آخر داخل المجلس الاعلى للتربة والتكوين خصوصا لجنة «البرامج والمناهج»، التي يتواجد بها عدد كبير من أعضاء حزب رئيس الحكومة أو متعاطفين معه ومقربين منه. فقد دخلت اللجنة المذكورة على خط المذكرة الأخيرة المثيرة للجدل لوزير التربية الوطنية والتكوين المهني، والتي تدعو الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين باعتماد الفرنسية في تدريس مادتي الرياضيات والفيزياء في بعض الشعب. وحسب مصدر من داخل اللجنة فإن جل أعضائها سبق وأن أجمعوا كلمتهم على رفض المذكرة بل و»التنديد» بها، وطالبت من رئيس المجلس عمر عزيمان بالتدخل في هذا الأمر واتخاذ «موقف حاسم». واعتبر أعضاء اللجنة المذكورة الخطوة «معاكسة تماما» لما جاء في الرؤية الاستراتيجية للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، والتي تنص على أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية للتدريس، و»يمكن استعمال الفرنسية والانجليزية لتدريس مجزوءات داخل المادة وليس المادة كلها.» ما الذي يقع؟ سؤال يردده المهتمون والمتابعون، فأعضاء من داخل المجلس الأعلى للتعليم وخصوصا «لجنة البرامج والمناهج» يعتبرون فرنسة المواد العلمية بالثانوي اجراء معاكسا للرؤية الاستراتيجية لإصلاح التعليم، و رئيس المجلس يشجب تدخل بنكيران ودعوته الوزير إلى إلغاء المذكرة، ويعتبره نقضا متعمدا لالتزام سابق بتنفيذ الرؤية الاستراتيجية الجديدة لإصلاح التعليم.