أقدم سكان دوار اللذونة التابع لجماعة سيدي يحيى بني زروال بإقليم تاونات، على شق مسلك طرقي بأنفسهم واعتمادا على مالهم الخاص، وذلك من أجل فك العزلة عن منطقتهم، فيما كشف نائب رئيس الجماعة، أن مبادرة الساكنة جاءت من أجل إتمام عمل المنتخبين في ظل ضعف الإمكانيات المادية للجماعة. المبادرة التي قادها سكان الدوار منذ أسبوع، تكللت بشق جزء مهم من مسلك طرقي غير مكتمل، حيث حاولت ساكنة المنطقة إيصال المسلك إلى وسط الدوار، بعدما توقفت أشغال المسلك ذاته من طرف الجماعة على بعد حوالي 700 متر. “التنمية المعطوبة” الفاعل الجمعوي بالمنطقة عبد الله العلوي، قال في تصريح لجريدة “العمق”، إن “السيولة المالية التي تم جمعها من طرف الساكنة أوشكت على الإنتهاء، دون تدخل الجماعة”، مشيرا إلى أن منطقة بني زروال “تعاني من الإقصاء والتهميش وبرامج التنمية المعطوبة، فيما المواطن هنا يعول على ذاته في عزلته الإنطولوجية ويعتمد على موارد المالية الخاصة”، حسب قوله واعتبر العلوي أن قيام ساكنة دوار اللذونة بجمع الأموال بغية شق المسلك الطرقي، دون الإعتماد على مسؤولي الجماعة الترابية، يأتي في ظل “عدم قدرة المستشارين الجماعيين على إخراجهم من العزلة”، لافتا إلى أن “المنتخبين السياسين لم يستطيعوا أن يقدموا البدائل الإصلاحية أو الترافع والدفاع عن مصالح المواطنين البسيطة جدا، والتي تتجلى في فك عزلة عن مداشرهم”. ويرى المتحدث أن دور بعض الأعضاء في الجماعة “يقتصر على تقديم خدمات للساكنة المتجسدة في سحب شهادة الميلاد، أو تجديد الترخيص بالبناء وحفر الآبار، وتسجيل التلاميذ في المدارس عبر شبكة العلاقات، فيما الإهتمام بالبنيات التحية من شق طرق وبناء مستوصفات القرب ووحدات مدرسية أو دور الطالب، أصبح آخر هام يشغل بالهم”، وفق تعبيره. وأضاف الفاعل الجمعوي أن مبادرة سكان المنطقة تعني “فشل الأحزاب السياسية التي لها امتداد تاريخي في المنطقة منذ فجر الاستقلال إلى الآن، في تحقيق المشاريع التنموية، في ظل انعدام الكفاءة السياسية والتكوين العلمي الذي من المفترض أن يتوفر في المنتخبين السياسيين”. “جهود مشتركة” من جانبه، أوضح نائب رئيس جماعة سيدي يحيى بني زروال، عثمان العلوي، أن لجوء السكان إلى هذه المبادرة، جاء بعد استنفاد الجماعة لكل المساعي الممكنة من أجل جلب الدعم العمومي لإتمام المسلك الطرقي إلى عمق دوار اللذونة، مشيرا إلى أن مداخيل الجماعة شبه منعدمة ولا تتجاوز 5 آلاف درهم. وقال العلوي في اتصال لجريدة “العمق”، إن الجماعة أنجزت المسلك الطرقي على امتداد 3 كليومترات ونصف، قبل أن تتوقف الأشغال على بعد حوالي 700 متر من الدوار المذكور، وذلك بسبب وعورة التضاريس المليئة بالحجارة، لافتا إلى أن رئيس الجماعة وبعض أعضائها وموظفيها، ساهموا أيضا ببعض المبالغ في مبادرة السكان. وأضاف بالقول: “المنطقة لم تكن تتوفر على مسلك طرقي، ففي 2009 استطعنا في الجماعة إعداد برنامج لشق طريق غير معبدة، وهو ما تم على أرض الواقع، غير أن مقطعا صعبا قرب دوار اللذونة حال دون إتمام المسلك، وذلك بسبب عدم قدرة الجماعة على أداء مصاريف الإنجاز”، موضحا أنه راسل عدة جهات من أجل إيجاد الدعم المالي، على رأسهم وكالة تنمية أقاليم الشمال، لكن بدون جدوى. المسؤول المحلي أشار إلى أن ما تتوفر عليه الجماعة هي آلية للحفر “تراكس” وشاحنة، لافتا إلى أن الساكنة تؤدي حاليا مصاريف كراء آلية لشق المسلك بقيمة 600 درهم لليوم، كاشفا أن كلفة المقطع الطرقي المتبقي تبلغ حوالي 70 ألف درهم، مشيرا إلى أن الجماعة تضع آلياتها رهن إشارة الساكنة في حالة احتياجهم إليها. يُشار إلى أن ساكنة المنطقة اتفقوا على جمع مبالغ مالية فيما بينهم من أجل أداء مصاريف استكمال شق المقطع المتبقي من المسلك الطرقي المؤدي إلى الدوار، حيث انطلقت الأشغال منذ حوالي أسبوع، فيما حضر الأشغال مستشار الدوار بالجماعة ومدير المصالح والتقني الخاصة بالجماعة، حسب المصدر ذاته.