في حدود العاشرة صباحا من يوم الأربعاء السادس عشر من يناير 2019.توجهت رفقة زميل لي لمقر بلدية أزمور، لحضور أشغال دورة إستثنائية قيل عنها الكثير، أوقفنا سيارة زميلي بالقرب من الباب الرئيسي للقاعة المنظمة لهذا الجمع، ولأننا وصلنا قبل الوقت المحدد لبداية أشغال الدورة، قررنا القيام بجولة قصيرة على مدارة البلدية، مررنا من وسط سوق الغزل حيث إنتشار الفراشة بكل أطياف مبيعاتهم، والكل هنا يبحث عن قوت يومه وعياله، لا يهمهم أي إجتماع أو دورة كانت عادية أو إستثنائية، هدفهم فقط هو الدورة الدموية التي يأملون أن لا تخيب ظنهم وتساعدهم على الفوز بدريهمات تقيهم حاجة السؤال والفاقة. بعد ذلك مررنا بالقرب من إحدى المقاهي الموجودة بالشارع الرئيسي لمدينتي، فإذا بعدد لابأس به من مستشاري الجماعة، كل يحتسي قهوته ويغني على ليلاه، و تركيزه منصب حول ما ستسفر عليه هذه الدورة الملغومة، وما جدوى دوره الذي سيلعبه خلالها…. بعد خطوات قليلة من المقهى المعلومة، ها نحن أمام بعض الأصدقاء من فاعلين جمعويين وحقوقيين، تبادلنا التحية وتداولنا جدول أعمال هذه الدورة، قبل أن يتداولها مجلس الجماعة، وكان منا مستنسخ الرئيس ومستنسخ نوابه وكذا مستنسخ المعارضة، فقط غاب عنا هذه اللحظة مستنسخ المواطن المتفرج المستأنس. وهاهو لقاء المستنسخون ينتهي، لنتحرك صوب القاعة التي تحوي الركبان الأصيلة. وها نحن نلج قاعة الإجتماعات أو حلبة صراع الجبابرة… هنا مواطنون يحملون لافتات كتبت بدم قلوبهم الباقية لا بمداد الأقلام الفانية، شعارات تطالب بتحقيق مطلبهم الحياتي، و إفساح المجال لرحمة الله الواسعة في نهج سبيل حياتهم، أفليس هو القائل سبحانه وتعالى “وجعلنا من الماء كل شئ حي “…وهناك مواطنون من متتبعي الشأن المحلي جاؤوا للوقوف على مدى صلابة من وضعوا ثقتهم فيهم وصوتوا لصالحهم…ووسط الكل اصطفت كراسي المنتخبون والسلطة المحلية والمراقبون من موظفي الجماعة. … الآن يطلق حكم المباراة العنان لصافرته في بدأ المباراة- عفوا لقد تاهت بوصلتي كما تتيه بوصلة مسؤولينا مرات عديدة-أردت القول الآن يعطي رئيس الجماعة إشارة بدء أشغال هذه الدورة التي كانت إستثنائية بكل مقاييس اللغة، ليبدأ الجدال حول هذه النقطة وتلك، هذا يزبد عاليا وذاك يتهمه بالشعبوية. ..وهؤلاء يحاربون طواحين الهواء كما حاربها قبلهم الدونكيشوت، وأولئك يتهمونهم بأنهم يحاولون تسييس الملفات وبأنهم يستغلون الظرفية لكسب أصوات من يعتقدون بأنهم سذج غفل. ..البعض حاول إستعراض عضلاته “حتى وإن ارتخت وأصبحت هشيما تذروه الرياح وصارت عرضة للإصابة بتمزقات الهزيمة النكراء”… و البعض إلتزموا صمت الفلاسفة، وآخرون كانت تدخلاتهم عقلانية سامية. .. الكل أدلى بدلوه من منتخبون ومواطنون، وحتى السلطة المحلية كانت بين الفينة والأخرى تشارك النزال … ولأن المباراة كانت حامية الوطيس، هاهو الرئيس يوقف الجولة الأولى ويتجه خارج القاعة… لكن يا هل ترى ماذا جرى. ..فالرئيس يفقد بوصلته العقلانية ويتجه نحو سيارته، و يخاطب عجلاتها يسائلها هل هي أيضا محتاجة لبعض النقود. … بعد استراحة الرئيس يعود للحلبة، لاستكمال المقابلة المجنونة. … انتهت نقطة حي النور بفوز الساكنة على الالتزام الذي رفضوه طيلة مجريات نضالهم المستميث ، وبدأ نزال آخر حول نقطة تمديد عقد الشركة المكلفة بجمع نفاياتنا لشهر آخر، واختلفت مرة أخرى آراء المنتخبون،طرف يرفض التمديد وآخرون يرون أن التمديد في صالح الساكنة. … وهنا لابد من أن نرمي المنديل داخل الحلبة، ونرمي تساؤلاتنا لطاولة الرئيس- هاد الشركة اللي باغين تمددوا ليها شهر آخر واش طفراتو هاد السنوات اللي فاتت؟ – وبلغتنا الأم هل هذه الشركة احترمت دفتر التحملات،؟ وهل كانت هناك لجن من الجماعة تراقب سير أشغال هذه الشركة؟ نتمنى من السيد الرئيس الإجابة على تساؤلاتنا، وهانحن ننتظر التفاعل الإيجابي معها من طرفه فالنفس لدينا أطول من بعض ملاكميه. … بعد يوم شاق ترفع الجلسة، ليذهب كل لحال سبيله،هذا راض وذاك ساخط وأولئك تائهون بين هؤلاء وهؤلاء. . وانتهت رحلتنا الصباحية لنعود أدراجنا وفي جعبتنا الكثير من التساؤلات والكثير من الاستغراب والكثير من التيه الفكري،و ودعنا دورة كان الهرج والمرج سمتها الرئيسية…