أعاد مجال المحروقات والمعادن، الدفء إلى العلاقات المغربية الموريتانيا، بعد شهور من الجمود الذي طبع علاقة الرباطبنواكشوط، حيث جرى أمس الثلاثاء بالعاصمة نواكشوط، على اتفاق شراكة بين المغرب وموريتانيا في مجال المحروقات والمعادن. الاتفاق وقعت عليه عن الجانب المغربي، المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن أمينة بنخضرة، وعن الجانب الموريتاني، المدير العام للشركة الموريتانية للمحروقات والأملاك المعدنية، فال انكيسالي، وذلك “في إطار تعزيز علاقات التعاون بين الطرفين في هذا المجال”. وينص الاتفاق، الذي تم توقيعه على هامش أشغال الدورة الخامسة لمؤتمر ومعرض قطاع النفط والمعادن في موريتانيا “موريتانيد”، كما ينص على تأطير المستخدمين والمواكبة التنظيمية للهياكل ذات الصلة بهذا المجال. وشارك المغرب في هذا المؤتمر بوفد يقوده وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة عزيز رباح، ويضم، على الخصوص، أمينة بنخضرة، وسفير المغرب بموريتانيا حميد شبار، على تبادل المعلومات والوثائق في مجال المحروقات والمعادن. بنخضرة قالت في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية “لاماب”، إن هذا الاتفاق، الذي تم إعداده منذ أشهر قليلة، يتعلق بتعزيز تبادل التجارب والتكوين والخبرات في مجال المحروقات، وخاصة في قطاع الغاز. وأشارت إلى أن المشاركة في الدورة الخامسة لمؤتمر ومعرض قطاع النفط والمعادن في موريتانيا، “تتيح فرصا كبيرة لإجراء لقاءات مع الشركات العاملة في هذين القطاعين الحيويين، وكذا مع مختلف الشركاء الموريتانيين، ممثلين في وزارة النفط والطاقة والمعادن، والمكتب الموريتاني للبحث الجيولوجي، والشركة الموريتانية للمحروقات والأملاك المعدنية، والشركة الوطنية الموريتانية للصناعة والمناجم (سنيم)”. وأضافت أن اللقاء مع الشركاء الموريتانيين “يشكل مناسبة لمناقشة سبل تعزيز علاقات التعاون “ذات الجودة العالية” بين مختلف الهيئات المعنية بالمحروقات والمعادن بالبلدين، وكذا النظر في مختلف مسارات تطور هذه الشراكة”، لافتة إلى أن مؤتمر “موريتانيد” يمثل أيضا مناسبة للالتقاء مع مختلف الفاعلين في قطاع المحروقات والمعادن للتعريف بمؤهلات المغرب فيه والتبادل حول فرص التعاون مع مختلف الأطراف. يُشار إلى أن دورة هذه السنة من المؤتمر تعرف مشاركة العديد من كبريات المؤسسات والشركات العالمية المتخصصة في مجال التنقيب عن النفط واستغلال المعادن، وحضور 1500 مشارك، إضافة إلى 100 عارض و70 محاضرا من 30 بلدا، حيث ينظم على هامش المؤتمر، الذي يقام كل سنتين، ويهدف إلى الوقوف على مستوى نمو القطاع النفطي والمعدني، معرض لأهم الصناعات المعدنية والنفطية، تشارك فيه عشرات الشركات الموريتانية والأجنبية، بهدف التعريف بخبرتها وتجربتها في ميادين الصناعة النفطية والمعدنية.