خالد السوسي دعا الشيخ عبدالله بن بيه، رئيس منتدى تعزيز السلم، والنائب السابق لرئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، كافة العلماء بمختلف طوائفهم ومذاهبهم للتضامن والتعاون والتنسيق فيما بينهم حتى يجسدوا الأفكار الضرورية لمواجهة الأفكار التي تنشرها الجهات والحركات المتطرفة، مشيرا إلى أن "الفكر لا يواجه إلا بالفكر". وأضاف في حوار أجراه معه الصحافي محمود الورواري، في برنامج "منارات" الذي يبث على قناة "العربية"، أن سنة 2016 ستكون سنة حاسمة في مواجهة الفكر المتطرف. وأكد على ضرورة التنسيق بين العلماء المسلمين لإيجاد حد أدنى من الخطاب المعتدل "لأنه مع اختلاف الخطاب تتشرب الفئات المتطرفة"، داعيا إلى الاتفاق على الآليات التي من شأنها أن توصل هذا الخطاب، والامتناع عن التناقض بين الخطابات المختلفة، لأنه "من شأن هذا التناقض أن لا يسمح هذا الجهد لأن يصل للمبتغى" على حد تعبيره. وطالب بن بيه علماء الأمة بكل مرجعياتهم ومشاربهم ومذاهبهم إلى الانضمام ل"تحالف عالمي إسلامي" لمواجهة تيار العنف والدمار والعبثية، مشددا على أن "العلماء لا يملكون كتائب ولكنهم يملكون كتبا، فالكلمة هي سلاحهم". ولفت إلى ضرورة مواكبة العصر وفهم فقه الواقع لأن هناك من يريد تطبيق أحكام ليست له صلاحية تطبيقها في زمان لا يناسبها، وفي سياق لا يتلاءم معها، وأضاف "هناك إشكالات كبيرة فكرية عند هؤلاء، هناك مشكلة طائفية، جل إشكالها هو السياسة"، وتابع "نحن لا نتكلم عن حرب، ليست لدينا أية أدوات، نحن نتحدث عن مفاهيم شرعية، وعن دين اختطف وشوه، وكادت أمته أن تنهار بسبب التطرف". ووصف رئيس منتدى تعزيز السلم حال الأمة الإسلامية ب"الضعف والتخلف" وقال إن على المسلمين الاعتراف بهذه الحقيقة. وشدد على ضرورة قيام العلماء بواجبهم لإعادة الطمأنينة للناس "وتوقيف هذا التيار العبثي الذي لا يؤدي إلى شيء"، واستطرد "علينا أن نواجه، وبإمكاننا مواجهة هذا التطرف إذا خلصت النوايا، وتحرك الناس في تيار واحد ينبذ العنف والتكفير والتفجير والطائفية العمياء". وقال إن الأمة عليها أن تعلن "الحرب على الحرب حتى تكون النتيجة سلما على سلم" مضيفا أن "السعي للسلام لا يسقط العدالة، بل هو وسيلة لتحقيقها"، مشيرا إلى أن الحوار دائما يكون على أرضية مشتركة، "فإذا وجد عقلاء يفكرون بهذا المنطق من أي حضارة أو دين فإن الأمر سيكون سائغا". وتأسف بن بيه لما يقوم به بعض المسلمين من تخريب بيوتهم بأيديهم والاقتتال فيما بينهم وقال "لابد من مواجهة هذا العبث". ودعا العلماء للتحرك في تيار واحد كبير ليجرف كل الأفكار المتطرفة لصالح الاعتدال، على حد قوله. وأوضح أنه في مواجهة التطرف والإرهاب "الجيوش تعالج العرض والعلماء يعالجون المرض". وطالب الشيخ عبد الله بن بيه في الأخير الجميع للتوقف عن ما وصفه ب"الاقتتال العبثي" والرجوع إلى جادة الصواب.