اعتبر رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني أن السلامة الطرقية في القارة الإفريقية من مسؤولية الجميع، ويجب أن تصبح أولوية وهاجسا لدى الفاعلين الحكوميين والفاعلين المدنيين ومختلف المتدخلين، مشددا على أنها مدخل أساسي لتحقيق التنمية المستدامة، وتحد يواجه القارة الإفريقية. وأضاف العثماني اليوم الثلاثاء بمراكش، في كلمته في افتتاح المنتدى الإفريقي الأول للسلامة الطرقية، المنظم تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، بشعار “السلامة الطرقية بإفريقيا رافعة للتنمية المستدامة”، أن حوادث السير مازلت تحصد آلاف الأوراح، وأن القارة الإفريقية تسجل أسوأ الأرقام في هذا الجانب. وأبرز أن منظمة الصحة العالمية تؤكد أن القارة السمراء تسجل 26,6 قتيل في حوادث السير لكل مائة ألف نسمة مقابل 6 قتلى فقط في القارة الأوروبية، ومعدل عالمي يصل إلى 17 قتيل لكل مائة ألف نسمة. واعتبر رئيس الحكومة أن التكلفية البشرية والاجتماعية لحوادث السير كبير، مشددا على أن وجهها “بشع ومخيف”، حيث “يصبح أناس في دقائق في عداد الأموات أو في عداد المعاقين”. واعتبر أن التجربة المغربية حققت تقدما نسبيا في السنوات الأخيرة ولكن مازال غير كاف، على حد تعبيره. وشدد العثماني على استعداد المغرب لتقاسم تجربته مع القارة الإفريقية معتبرا على أن الرعاية السامية للملك محمد السادس للمؤتمر الإفريقي الأول للسلامة الطرقية تعكس إيمان المغرب بالانتماء الإفريقي، وأنه ليس مجرد عاطفة أو شعور، وإنما يترجمه بتقاسم تجاربه مع الأشقاء الأفارقة من أجل مستقبل أفضل.