أعلن كل من حزبي الاستقلال والتجمع الوطني للأحرار عن قبول انضمامهما للحزب الشعبي الأوروبي، وذلك بعد أن صوت الأخير بالإجماع على انضمام الحزبين المغربيين المذكورين كشريك استراتيجي له، وذلك خلال مؤتمره السنوي المنعقد يوم الثلاثاء 6 نونبر 2018 بالعاصمة الفنلندية هلسنكي. ومثل حزب الاستقلال في هذا الاجتماع كل من نزار بركة الأمين العام للحزب، ورحال المكاوي عضو اللجنة التنفيذية والمسؤول عن العلاقات الخارجية للحزب، فيما قاد عزيز أخنوش وفد حزب الأحرار الذي ضم كلا من لمياء بوطالب وأمينة بنخضرا وحسن بنعمر. وخلال كلمته بأشغال المؤتمر، أشار نزار بركة إلى المراحل والخطوات المتبادلة التي سبقت هذا التقارب المؤسسي الاستراتيجي ما بين الحزبين، بدءً من علاقات التعاون منذ سنة 2004، كجزء من أممية أحزاب الوسط الديمقراطي، بالإضافة إلى زيارات العمل المتبادلة ما بين الرباط وبروكسل. وذكّر بركة بالتحديات التي تواجه المغرب والاتحاد الأوروبي، والتي تتطلب أكثر من أي وقت مضى الاستثمار في قيم العدالة الاجتماعية والإنصاف والتسامح والتضامن، مع التأكيد على أهمية تطوير تقارب وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، خاصة وأن العلاقات بين المغرب والاتحاد الأوروبي تندرج ضمن منطق الجوار والتشاور والتعاون. من جانبها، أكدت لمياء بوطالب في كلمتها خلال المؤتمر على أن التجمع الوطني للأحرار يستمد هويته من ثلاث قيم أساسية هي المساواة والمسؤولية والتماسك الاجتماعي، وهي قيم مستمدة من أسس الهوية المغربية وتاريخها، كما أنها أساسية من أجل المطالبة بالحقوق وتشجيع التوازن الاجتماعي عبر تعزيز مبدأ التآزر بين الأفراد، وخلق المبادرة الفردية وتشجيعها على أخذ زمام المبادرة والمساهمة في تطوير المجتمع. وذكرت بوطالب بأن التجمع الوطني للأحرار ومنذ تأسيسه في العام 1978 ساهم عبر محطات مختلفة في ترسيخ الدفاع عن حقوق الأفراد حيث كان مساهما أساسيا في تأسيس المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، وفي الدفاع عن دولة القانون خلال 40 سنة. وأشارت إلى أن هذه المقاربة التشاركية مع جميع الفئات بالمملكة مكنت من تقوية الحوار الداخلي والمساهمة الفعالة في صياغة “مسار الثقة” مشروع الحزب للإجابة عن عدد مهمه من الأسئلة الأولوية لقطاعات حيوية للمغاربة. وقالت بوطالب إن “مسار الثقة” لم يكن فقط تحليلا للواقع بل قدم من خلاله التجمع الوطني للأحرار حلول لقطاعات الصحة والتعليم والتشغيل، ويطمح لترجمة أصوات المواطنين من خلال تقديم مشروع موجه لجميع المغاربة بمختلف فئاتهم من خلال توفير خدمات أولوية للجميع. تجدر الإشارة إلى أن الحزب الشعبي الأوروبي تأسس سنة 1976، ويضم في عضويته أكثر من 70 حزبا من أحزاب محافظة وأحزاب سياسية أخرى تنتمي إلى يمين الوسط من أربعين دولة مختلفة، كما يعتبر الحزب أول قوة سياسية في البرلمان الأوروبي، بفريق نيابي يبلغ عدده 220 نائبا.