“وفاة موظف” هي قصة قصيرة لأنطوان تشيخوف يتحدث فيها عن أحد الموظفين، الذي كان يشتغل وهو في عمله عطس، كان بجانبه رئيس عمله الذي وصله أثر هذا العطاس، يقوم تشيخوف في هذه القصة بوصف دقيق لما أصيب به الموظف من هلع وخوف تجاه الموقف الذي ليس له فيه أي ذنب لكن الأمر حز في نفسه كثيرا، فكان الموظف كلما يأتي إلى عمله كان أول شيء يقوم به هو أن يطلب الاعتذار من رئيسه في العمل الذي كان غير مهتما بوجوده من الأصل فكيف باعتذاره؟ وفي صباح أحد الأيام قرر الموظف أن يذهب لمديره وهو في كامل أناقته لربما يرضيه ويقبل اعتذاره، فكان بذلك رد المدير مجحفا في حقه كالعادة وأكثر فطرده وعندما عاد إلى المنزل توفي هذا الموظف المسكين الذي ليس له ذنب في هذا الفعل، يقول تشيخوف إن العطاس غير مقتصر على فئة دون أخرى فالملوك والموظفين السريين يعطسون كذلك، ولكن الأمر الذي يجب أن نتوقف عنده هو تبعات هذه القصة وما الرسائل المشفرة التي أراد هذا الكاتبالروسي أن تصل لنا نحن كمتلقين؟ من بين الأفكار التي أراد أن يعبر عنها تشيخوف لربما هو الاضطهاد والديكتاتورية التي يمارسها بعض رؤساء العمل على عمالهم وموظفيهم، فهم يستغلون مناصبهم من أجل التحكم والتهكم على المستخدمين الذين يهانون، فماذا فعل هذا المسكين حتى تكون نهايته هي الوفاة فلم يذكر تشيخوف سبب وفاته ولكن في الغالب ستكون سكتة دماغية بسبب إهانة وتقليل المدير من شأنه، هو ما أثر في نفسيته وبالتالي حتى صحته الجسدية، فمحاولاته من أجل إرضاء هذا المتسلط، جميعها باءت بالفشل لتكون النهاية في الأخير نهاية مأساوية شأنها في ذلك شأن باقي نهايات أعمال تشيخوف.