وجه أبناء العربي الريش، سائق قطار فاجعة بوقنادل، رسالة للملك يناشدونه التدخل لإنقاذ والدهم من السجن وإنقادهم من “الضياع والتشرد”، حيث أكدت منال الإبنة الكبرى للسائق في تصريح لجريدة “العمق”، أن حالة والدها النفسية متدهورة ولم يتحدث معهم كثيرا واكتفى ببعض الجمل التي يوصيهم فيها بالثبات والقوة ومتابعة دراستهم، حسب قولها. وأضافت المتحدثة ذاتها التي تبلغ من العمر 19 سنة وتتابع دراستها في السنة الأولى من الجامعة، أنها وباقي إخوتها الأربعة يطالبون المسؤولين وخاصة المكلفين بالتحقيق بالنظر في حالة والدها ومستقبلهم، خاصة أن والدها عرف بأخلاقه الحميدة وإخلاصه لعمله. وأوضحت زوجة السائق، التي كانت “منهارة” بعد زيارة زوجها في السجن، أن العربي اشتغل في المكتب الوطني للسكك الحديدية لمدة تزيد عن 31 سنة، وعرف بكفائته في العمل، وهو ما جعل رؤساءه يقدمون له بعض الشهادات التقدريية في أكثر من مناسبة، “فلا يعقل أن تتم مكافأته الان بتهمة قتل العديد من الأشخاص وسجنه”. وكشفت أخت زوجته أمينة أن سائق القطار وعقب زيارته في المستشفى بعد انقلاب القطار الذي خلف سبعة قتلى وأزيد من 128 مصاب، قال لها “أنه كان يسير بالقطار بشكل عادي، إلى أن فوجئ بانقلابه ولم يتذكر شيء إلا بعد إنقاذه”، مضيفة أنه “تعرض لإصابة على مستوى الرأس وفقد بعض أسنانه وكان في حالة صدمة”. وكان وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بسلا، قد كشف أن السرعة المفرطة للقطار رقم 9 الرابط بين الرباط والقنيطرة، والتي بلغت 158 كلم في مكان الحادث، الذي تم تحديد السرعة الأقصى به في 60 كلم، هي التي أدت إلى انحراف القطار عن سكته على مستوى بوقنادل. ووجهت النيابة العامة، بحسب بلاغ لها، لسائق القطار تهم القتل والجرح الخطأ وهي الجنح المنصوص عليها وعلى عقوبتها في الفصلين 432 و433 من القانون الجنائي، وتمت إحالته على هيئة المحكمة الابتدائية بسلا في حالة اعتقال لمحاكمته طبقا للقانون.