حادثة صادمة وأليمة تنضاف للحوادث المُفجعة التي يعرفها المغرب خلال الأونة الأخيرة وهي انحراف القطار الرابط بين مدينة الرباط والقنيطرة أودت بحياة 7 أشخاص (رحمه الله) من بينهم طالبة جامعية بالقنيطرة وطالب توفي في أول يوم فرحه، بحصوله على وظيفة في الطب، بالإضافة إلى ما يزيد عن 120 من الجرحى والمعطوبين، بعضهم نقل على وجه السرعة نظراً لحالتهم الخطيرة.. وخلف هذا الحادث الأليم حالة من الوجع النفسي والصحي بسبب خطورته، واستياءاً عارماً من ادارة المكتب الوطني للسكك الحديدية بسبب تهاونه في معالجة المُشكل رغم علمه مُسبق (حسب ما أكدته بعض تسجيلات الواتساب) وهو دليل على عدم تقدير لأرواح المواطنين وغياب الحس بالمسؤولية وتكاسل في أداء الواجب ومشكل في الضمير الأخلاقي (المهني) للمصالح المختصة. كما خلفت الحادثة مستوى عالي من التضامن الاجتماعي بين المواطنين تمثل بشكل جلي في الإقبال السريع والمُستعجل على مراكز التبرع بالدم بالرباط والقنيطرة. ليست سكة القطار وحدها من زاغت وانحرفت على مسارها في هذا الوطن، بل جل السكك هي مهترئة وليست على مسارها، سكة التعليم والصحة والتشغيل والعدل وغيرها، سكك معوجة، وتتخبط في مُستنقعات بيرقواطية وسياسية يدفع ضريبتها المواطنين في نهاية المطاف، هذا إن كانت لها سكك في الأصل.. والحال أنها (إن وجدت) فهي عشوائية، وتدبر بالطرق التي نراها نتائجها في واقعنا المعاش، حيث الزبونية والمحسوبية، تفوح روائحها عند الجميع وفي جل القطاعات.. حتى أصبح (المواطنين) يُفكرون في هجرة جماعية من البلد، نحو المجهول، حيث المغامرة بالأرواح في قوارب الموت.. إن الواقع الإجتماعي فضلا عن الحركات الاحتجاجات (الحسيمة، جرادة..) واقع مُخيف ومُقلق ومزعج، ويطرح عشرات علامات الإستفهام حول مستقبل المغرب في أبعاده الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية والحقوقية، وكلها عوامل تُنمي ثقافة اليأس واللأمل..(دعك من الخطابات الرسمية للدولة..) فهي جميلة ومتميزة ورائعة ونوستلاجيا.. فلقد عاش المغرب ما يزيد -على الأقل- 50 عاما الأخيرة، على أخبار أليمة ومُفجعة، راح ضحيتها (المواطن) المغربي في مختلف حاجياتها الاجتماعية والثقافية والسياسية، مهضوما في حقوقه ومسلوبا من حريته في التعبير عن رأيه بالجرأة اللازمة، التي تزعج من قلوبهم توفيت وأطماعهم ازدادت وتوحشت حتى أضحينا في نظرهم مجرد رقم لا غير. إن اتساع حجم الكوارث الاجتماعية والمآسي والآلام الإنسانية في صفوف المواطنين، وارتفاع حالة الشعور بالإحباط، واليأس من محاولات الإصلاح في ظل تفشي مؤشرات الفساد المالي والإداري، وعدم تفعيل ربط المسؤولية بالمحاسبة وغياب الثقة في المؤسسات الدستورية، والتحكم في اللعبة السياسية بكاملها، وفي مخرجاتها وفقدان الأحزاب لمصداقيتها ولقرارها السياسي.. وهي مؤشرات تنبأ بقادم ليس بحسبان ساساتنا ومسؤولينا الذين لا يفكرون إلا في أنفسهم مع كامل الأسف الشديد .. (مع عدم التعميم).. #شيء_ما_ينقصنا.