حمل ممثل عن المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش، حضر دورة مجلس مراكش نيابة عن مدير المركز اليوم الخميس، مسؤولية “فضيحة عدوى السل” بمستعجلات مستشفى الرازي إلى كل من حارس أمن كان أول من أصيب ثم “اختفى”، وإلى وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك باعتبار أنها المسؤولة عن بناء المستشفى. وقال المتحدث في تعقيبه على مداخلات المستشارين بجماعة مراكش، “أول حالة مرض بالسل بالمركز الاستشفائي الجامعي تم تسجيلها شهر أبريل المنصرم لدى حارس أمن اختفى عن الأنظار فيما بعد”، مضيفا “لا نعلم من أين أصيب بالمرض هل داخل المستشفى أم خارجه، وربما هو من تسبب في انتشار المرض، وهذا ما ستجيب عنه الخبرة الوبائية”. وفي تعليقه على عدم احترام بناية مستشفى ابن طفيل لمعايير السلامة الصحية، حمل موفد مدير المستشفى الجامعي محمد السادس إلى دورة أكتوبر لمجلس جماعة مراكش، مسؤولية البناية إلى وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك، مؤكدا أن الوزارة هي من أشرفت على تشييد المستشفى وليست وزارة الصحة أو المركز الاستشفائي الجامعي. واعتبر المتحدث أن قضية انتشار داء السل في مستعجلات الرازي “تم تضخيمها وإعطاؤها أكثر من حجمها”، وقال “السل مرض مغربي منذ الاستقلال وخصص له ميزانية وتدابير لمحاربته”. ويشار إلى أن مكتب مجلس جماعة مراكش قرر دعوة كل من المدير الإقليمي للصحة بمراكش ومدير المركز الاستشفائي الجامعي إلى حضور أشغال دورة أكتوبر لمجلس جماعة مراكش، استجابة إلى ملتمس من المستشار الجماعي إبراهيم بوحنش “إطلاع ومناقشة المجلس الجماعي لمدينة مراكش لوضعية القطاع الصحي بالمدينة”. وكانت جريدة "العمق" سباقة إلى فضح إصابة مجموعة من العاملين بمستشفى الرازي بمراكش بعدوى السل، في ظل تكتم شديد من طرف إدارة المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس حول الموضوع. وكشفت جريدة “العمق” في خبر حصري، ارتفاع حصيلة المصابين بعدوى مرض السل بقسم المستعجلات بمستشفى الرازي إلى11 شخصا من العاملين والمتدربين بالمستشفى، فيما مازالت الحصيلة مرشحة للارتفاع، خاصة بعد عودة طلبة كلية الطب وعدد من الأطباء من العطلة الصيفية. وحسب مصادر جريدة "العمق"، فقد ارتفعت عدد الأطباء الداخلين المصابين من اثنين إلى أربعة أطباء، كما يوجد بين ضحايا العدوى طالبة بكلية الطب والصيدلة، وممرضين اثنين أحدهما يشتغل منصب رئيس الممرضين بقسم المستعجلات، إضافة إلى 4 عاملين آخرين. وأرجعت مصادر جريدة "العمق" السبب الرئيسي لانتشار العدوى في المستعجلات التي لم يمض على تدشينها وإنطلاق العمل بها سوى ثلاث سنوات إلى غياب نوافذ التهوية وعدم مطابقة البناية لشروط السلامة الصحية التي يجب أن تتوفر في المؤسسات الصحية. وفي هذا السياق، سبق للجامعة الوطنية للصحة بجهة مراكشآسفي المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، أن حذرت في أكثر من مناسبة، من عدم احترام مستعجلات مستشفى ابن طفيل ومستشفى الرازي لمعايير الصحة والسلامة مما يشكل خطرا على صحة المرضى والعاملات والعاملين ويساهم بشكل مباشر في انتشار العدوى والأمراض. ودعت النقابة المذكورة في بيان توصلت جريدة "العمق" بنسخة منه، إلى إحداث لجنة علمية وتقنية لمعرفة مدى ملائمة مستعجلات مستشفى ابن طفيل ومستشفى الرازي للمعايير الوطنية والدولية، ومدى احترامها لمعايير الصحة والسلامة بالنسبة للمرضى، وكذا بالنسبة للعاملين والعاملات.