تناقلت شبكات التواصل الاجتماعي وسائل إعلام محلية ودولية وعلى نطاق واسع صور ومقاطع فيديو توثق لعمليات هجرة جماعية منظمة وغير منظمة لمواطنين مغاربة من مختلف الأعمار صور لأطفال وشباب وشابات وكهول وامهات يصحبن معهن ابناءهن ومنهم من ما زال رضيعا على قوارب الموت ، وصور لجثت تطفو فوق مياه البحر وأخرى لفضتها الأمواج إلى الساحل أضحت في الآونة الأخيرة أمرا عاديا ومألوفا ولم يعد يحرك ساكنا . تطور مثير واستفحال كبير لعملية الهجرة السرية أو “لحريك ” يثير الريبة والمخاوف خاصة إذااستحضرنا الأبعاد الخطيرة لهذه الضاهرة على جميع المستويات حيث أصبح المغرب بشكل بوابة رئيسية للعبور نحوالضفة الأخرى، حيث أكد تقرير صادر عن المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ان المغرب يحتل الرتبة الثانية في الهجرة السرية الى اوروبا بعد سوريا ؛ فما الذي يدفع أزيد من نصف المغاربة كما أكدت ذلك استطلاعات الرأي إلى الرغبة في مغادرة الوطن والهجرة للجنة المزعومة ؟ شباب محبط يائس يعيش تحت نير الظلم والفساد والاستبداد في وطن ضاق مسؤولوه درعا بأبناءه ولم يتركوا لهم خيار آخر غير السجن ان هم خرجوا للمطالبة بحقوقهم أو ركوب قوارب الموت املا في ايجاد فرصة للعمل والعيش بكرامة شباب فقد كل امل في أن يعيش حرا كريما فوق تراب بلده ومل الوعود السخية التي تنثر عليه في كل الخطابات والمناسبات مبشرة بمغرب افضل ومستقبل زاهر والتي لم ولن يكون آخرها ما جاء على لسان الناطق الرسمي باسم الحكومة في تعليقه عن هذه المآسي حيث صرح بأن حكومته عازمة على مواجهة الهجرة بتوفير فرص شغل هائلة بالمغرب . وعود لم ير منها المواطن الا مزيدا من التفقير والاستعباد والتهميش وضيق الافق واليأس من حياة كريمة في أحضان وطن يضيق يوما بعد يوم بأبناءه . نزيف مستمر ومتواصل لطاقات وكفاءات وأدمغة وأصحاب شواهد عليا لم يجدوا ملاذا يحضنهم ويوجههم ويهيأ لهم البيئة المناسبة للعطاء والمساهمة في التنمية جراء انتشار الفساد والريع والاستبداد والعبث بمقدرات الوطن فهل يلتقط من نهبوا خيرات البلد ورحلوها خارجه الرسائل من رغبة شعب كامل في الرحيل