صفوف متراصة لعشرات البيضاويين أمام محل لبيع الخبز والمعجنات يوم الثلاثاء بدرب سلطان دليل على أن قلة الخبز باتت هاجسا لدى عدد منهم، ففي كل عام تتجدد "الأزمة" ويصبح أحد العناصر الأساسية للغذاء في البيت المغربي، والتى لا يستغنى عنها غالبية المغاربة، عملة نادرة لأيام. تكديس قبل العيد نفس المشهد يتكرر في عدد من أحياء العاصمة الاقتصادية، عشرات الرجال والنساء وحتى الأطفال يتخاطفون على الخبز في ساعات متأخرة من اليوم الأخير قبل عيد الأضحى، تؤكد فاطمة زريرق أحد العاملات في مخبزة بحي أناسي أنه ورغم تحضير زميلاتها لكمية تفوق ما ينتجنه في الأيام العادية، إلا أنهن لم يستطعن سد الطلب المتزايد قبل عيد الأضحى. وتوضح في تصريح للعمق أن البعض اشترى 50 أو 60 خبزة والكثير منهم يتستفسر عن موعد فتح المخبزة بعد العيد. في المقابل، تشير زهرة ( أحد الزبونات) أن شراء الخبز ووضعه في الثلاجة هو الحل الوحيد التي تنهجه هي وعدد من جاراتها في انتظار فتح المخبزات من جديد. الزيادة في السعر من جهة أخرى، يستغل بعض أصحاب المخبزات بالدارالبيضاء الطلب المتزايد على الخبز بعد عيد الأضحى، ويضاعف ثمنه أو يزيد بضع سنتيمات في الخبزة الواحدة. عبد الواحد السرغيني (صاحب مخبزة) بأناسي يشير في تصريح للعمق أنه وكل عام يفتح أبواب محله في اليوم الموالي لعيد الأضحى وذلك مراعاة لحاجة زبائنه للخبز، على حد تعبيره. وعن الزيادة في الثمن، يؤكد أنه يبيع الخبز بنفس الأثمنة المتعارف عليها "إلا أن البعض يبيع الخبزة بدرهم ونصف ويبرر ذلك بأنها معجونة بدقيق القمح" يضيف المتحدث ذاته. العودة إلى "فران الدار" قلة الخبز أو انعدامه في بعض أحياء البيضاء قد يجعل بعض النساء يلجأن لتحضير الخبز وإنضاجه في "الفرانات" المنزلية، وهذا تماما ما تؤكده جميلة (ربة بيت) : "بعد كل عيد أضحى، أعود للفرن المنزلي، فهو الحل المثالي لتوفير الخبز لأسرتي، فرغم الحرارة التي يولدها الفرن إلا انني أستحملها لمدة أسبوعين في انتظار فتح المخبزات من جديد."