و هي فوق الخشبة، في منطقة محافظة، تتراقص على نغمة اجنبية، رمقتني بطرف عينها، كان باديا ان يأعيني اعجاب بكل هؤلاء "الملائكة" الذين فوق الخشبة، لكن لوعة اعجابي بها كانت ظاهرة، ابتسمت لي، تلك الصغيرة، بعينيها الجميلتين، سرقت اللعينة قلبي، و آسف لقولي انها "لعينة"، لكنها حقا كذلك، و حتى و انتم تتعجبون الآن، كيف لمعجب ان يعتبر معجبته "لعينة" ؟ فلا زلت اؤكد ذلك . تلك الصغيرة، بجسدها الممشوق، و عينيها الجميلتين، و خفتها فوق المسرح، هي للاسف "لعينة"، و انا المسكين الذي احببتها، حتى و لو كان حبي لها كحب أب لابنته، او اعجاب اجنبي بملامح طفلة امازيغية يشتهي فقط ان يقبل خذوذها قبلة حب طويلة، قبلة لا غريزة دفعتها للخروج، ولا شهوة حرفتها عن معناها . اعود و اقول، تلك الصغيرة و مثيلاتها، الصغيرات الجميلات، اللائي وجدتهن يتراقصن فوق خشبة دار الشباب في منطقة جبلية لا معالم تمدن ولا حضارة تبدو على غالبية سكانها، هن في رأي البعض " لعينات" لما ؟ لأنهن رقصن و قدمن عروضا فيها من الحركة ما يستلزم ارتداء ملابس خفيفة لا تثيرني ولا تثير اي انسان سوي ولا يمكنها ان تثير سوى "دانييل" او احد "بني قبيلته" من عشاق لحوم الأطفال الصغار، عفاهم الرب او سارع بإخصائهم هو القادر على كل شيء .. و فوق ماذا ؟ فوق خشبة مسرح .. تلك الخشبة التي أوجدت من اجل نشر ثقافة الحياة و البسمة . مناسبة هذا، انني كنت في حفل ختامي لمخيم محلي بمنطقة جبلية قرب مدينة ازيلال، و في هذا العرض، قدم المشاركون و المشاركات فقرات موسيقية و مسرحية، فقرات مليئة بالبراءة و الطفولة قدمها اطفال لم يتجاوز سن اكبرهم ثلاث عشرة سنة، و حين مغادرتي، عند باب قاعة العروض، لقيت وجها عبوسا بلحية مسدولة يقول بصوت خافت وصل اذني عن التقائنا "لعنة الله واعليكم"، و كانت حينها فوق الخشبة تلك الصغيرة و رفيقاتها ينشدن شيئا حول " الوطن و الطفولة". ربما قد فاتني ان انفجر في وجهه، لكني وجدت نفسي مبتسما بمرارة، اعاين اضرار ابناء وطني، كيف لهم ان يسلموا من هؤلاء الظلاميين؟ .. امثال هؤلاء، من دعاة الظلام، ابناء الفكر الجاهلي، لا زالوا على غيهم، يحاربون الرقص، و الغناء، و حتى التمايل، و يضعون بينهم و بين الحياة حاجزا، و يا ليتهم يخضعون له وحدهم، بل يحاولون وضع نفس الحاجز امام الجميع، يجهضون الحياة في انفس ابنائهم و زوجاتهم و محيطهم، و يتجاوزون ذلك في رغبتهم لقتل الحياة في انفسنا ايضا .