تم خلال الأسابيع الماضية إعطاء انطلاقة بناء المستشفى الجامعي بأكادير، وذلك بعد تعثر دام سنتين، حيث كان من المقرر انطلاق العمل فيه منذ سنة 2016، غير أن مشاكل مالية وادارية واجهته ما تسببت في تأخر مباشرة أشغال البناء فيه حتى شهر يوليوز من السنة الجارية. وفي هذا السياق، أوضح نائب رئيس مجلس جهة سوس ماسة درعة عبد الجبار القسطلاني أن رئيس الحكومة سعد الدين العثماني استقبله قبل أسبوعين رفقة وفدٍ يتكون من عميد وأساتذة وطلبة كلية الطب والصيدلة بأكادير، من أجل تدارس مطالب طلبة كلية الطب والصيدلة بأكادير، وكذا مناقشة أمر إصدار المرسوم الخاص بالمستشفى الجامعي لجهة سوس ماسة. وأوضح القسطلاني في تصريح لجريدة "العمق"، أن رئيس الحكومة بادر فعلا إلى تفعيل بعض نتائج الحوار، حيث أصدر يوم 23 من شهر يوليوز الفائت المرسوم الخاص بتحديد مقر وتسمية المستشفى الجامعي لجهة سوس ماسة، وهو المرسوم الذي خرج يوم 26 يوليوز بالجريدة الرسمية، مشيرا في هذا السياق إلى أنه تم خلال الاجتماع ذاته تقديم طلب لرئيس الحكومة من أجل تغيير اسم المستشفى الجهوي بأكادير إلى مستشفى جامعي لفترة مؤقتة. وأكد القسطلاني أن الهدف من الطلب الذي تقدم به عميد وأساتذة وطلبة كلية الطب والصيدلة بأكادير، هو تمكين الطلبة من إجراء الفترة التدريبية ضمن مستشفى جامعي، بالإضافة إلى تجويد العرض الصحي بالجهة من أجل تجاوز المشاكل التي يتخبط فيها المستشفى الجهوي بصيغته الحالية، وذلك في انتظار انتهاء أشغال المستشفى الجامعي الرسمي بعد سنوات. إلى ذلك، شدد محمد عييز ممثل الطلبة في الاجتماع مع رئيس الحكومة على أن مطلب تغيير اسم المستشفى الجهوي لأكادير إلى مستشفى جامعي هو أمرٌ بالغُ الأهمية بالنسبة لطلب كلية الطب والصيدلة بأكادير، وذلك بهدف منح شواهدهم المهنية التي سيحصلون عليها بعد انتهاء فترة التكوين مصداقية كبيرة، وهو الأمر الذي سيحرمون منه إذا لم يتم تغيير الإسم. وأوضح عييز في تصريح لجريدة "العمق"، أن تغيير الإسم ليس شكليا فقط، بل سيكون تمهيدا لإحداث تغيير جذري على مستشفى الحسن الثاني، حيث سيتم ضخ اعتمادات مالية ضخمة، بالإضافة إلى تعزيز المستشفى بكوادر صحية جديد، وهو ما سيغير معالم المستشفى وينقذه من الوضعية الحالية التي يوجد عليها الآن إلى وضعية أفضل، ستكون في صالح المرتفق في نهاية الأمر. وأكد أن بناء المستشفى الجامعي لجهة سوس ماسة سيطلب سنوات عدة من أجل اكتماله وبدأ العمل به، وهو ما سيحرم طلبة الطب والصيدلة الحاليين من فرصة التكوين بمستشفى جامعي، معبرّا عن أمله في أن يستجيب رئيس الحكومة لمطلب الطلبة القاضي بتغيير إسم المستشفى، مشيرا أن هذا الأمر من شأنه أن يجعل جهة سوس ماسة تحظى بمستشفيين جامعيين في المستقبل على غرار مراكش ومدن أخرى. وأبرز أن وزارة الصحة تتابع من جهتها هذا الموضوع، وذلك بعد اللقاء الذي جمع بين الوزير الوصي أنس الدكالي ومسؤولي وطلبة كلية الطب والصيدلة بأكادير، حيث تمت مطالبته أيضا بتغيير اسم المشتشفى الجهوية إلى مستشفى جامعي، مشيرا أن الوزير كلّف الكاتب العام للوزارة من أجل متابعة الموضوع. وأشار عييز إلى أن الكاتب العام للوزارة حل فعلا بالمستشفى الجهوي لأكادير وقام بتفقد مصالحه وذلك بهدف دراسة امكانية تغيير اسم المستشفى الجهوي مع ما يتطلبه ذلك من إمكانيات، مبرزا أن الوزارة تواجه ضغطا قويا من طرف أطباء مستشفى الحسن الثاني حتى يبقى الوضع على ما هو عليه، وذلك بسبب حسابات شخصية خاصة بهم. يُشار أن بناء المستشفى الجامعي لجهة سوس ماسة، سيكون بتمويل سعودي عبر "البنك السعودي للتنمية" بمبلغ يقارب ملياري درهم، وذلك على مساحة اجمالية تبلغ حوالي 30 هكتارا وبطاقة استيعابية تصل إلى 841 سريرا، فيما يرتقب أن يضم المستشفى تخصصات الأم والطفل والأمراض النفسية والعقلية ومركز الأنكولوجيا، بالإضافة إلى مستشفى التخصصات. وتتوزع الطاقة الاستيعابية لهذا المستشفى الجامعي بين مصلحة طب الأنكولوجيا (26 سريرا)، والمستعجلات وطب الحروق والعناية المركزة (68 سريرا)، والتخصصات الجراحية (210 أسرة)، والتخصصات الطبية (210 أسرة)، والطب النفسي (120 سريرا)، وطب الأطفال (78 سريرا)، وطب النساء والتوليد (90 سريرا و16 قاعة للعمليات)، والمستشفى النهاري (30 سريرا).