لم تمنع درجات الحرارة التي وصلت اليوم 43 درجة مئوية بمدينة الورود، ساكنة قبائل "ميرنة" بجماعة قلعة امكونة، إقليم تنغير، من الخروج في مسيرة احتجاجية مشيا على الأقدام، ضمن مسلسل احتجاجات دشنتها الساكنة منذ فبراير من السنة الماضية، للدفاع عن أراضيها التي تقول إن "مافيا العقار" بالمدينة "نهبتها بتواطؤ مع الجماعة والسلطات المحلية". وجابت المسيرة التي شاركت فيها نساء وشيوخ وشباب قبائل "ميرنة"، الشارعين الرئيسين بالمدينة، في اتجاه مقر جماعة قلعة امكونة، حيث رفع المحتجون بالإضافة إلى الأعلام الوطنية وصور الملك، لافتات تناشد الملك فتح تحقيق بشأن "مافيا العقار" بقلعة امكونة. كما قرر المحتجون مواصلة مسيرتهم على الطريق الوطنية رقم 10 في اتجاه ورزازات. ابراهيم أيت إيشو أحد المشاركين في المسيرة الاحتجاجية، قال في تصريح لجريدة "العمق"، إن "اللجنة الإقليمية التي أرسلها عامل إقليم تنغير من أجل الوقوف على التراميات، اشتغلت ولمدة 6 أشهر في الميدان وقامت برصد هذه التراميات، وأعدت تقريرا في الموضوع، غير أنه ومنذ 3 أشهر لم يتم تفعيل ما جاء في التقرير". وأضاف أيت إيشو، أن "نستفسر اللجنة الإقليمية عن مصير التقرير فيجيبوننا بأنه في يد عامل إقليم تنغير، وهذا الأخير لا يريد تنفيذه، وهذا ما جعل الساكنة تنتفض من جديد وتقرر الخروج للاحتجاج"، مضيفا أن باشا قلعة امكونة والدرك الملكي فتح حوار مع الساكنة المحتجة غير أن هذه الأخيرة "ستبحث عن مكان أخر يؤويها بعد أن تم تسليم أراضيهم لمافيا العقار". فاطمة، خ، إحدى المحتجات قال في تصريح مماثل للجريدة، إن "مافيا العقار استولت على الهكتارات من أراضينا دون أي وجه حق، وأقامت عليها عددا من المشاريع"، مشددة على أن المحتجين لن يعود إلى منازلهم إلا إذا تم وقف نهب أراضيهم. وأكدت المتحدثة ذاته، أن الساكنة فقدت الثقة في المسؤولين بعد كل الوعود التي قطعوا عليهم سابقا ولم يفوا بأي منها، واستمروا بالمقابل في مماطلتهم، مناشدة الملك محمد السادس بالتدخل في هذه القضية لوقف معاناتهم مع "مافيا العقار" بعد أن فشل المسؤولون محليا وإقليميا في ذلك.