أثار خبر عزم رئيس جماعة "أوتربات" بدائرة "إملشيل"، التابعة لإقليم ميدلت، والمنتمي لحزب العدالة والتنمية، اقتناء سيارة من نوع "كاط كاط"، بمبلغ 20 مليون سنتيم، استياء وغضب عدد من رواد موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" الذين اعتبروا الخطوة "هدرا للمال العام، كون الجماعة فقيرة وبحاجة إلى مشاريع تنموية وليس إلى سيارة فارهة". واعتبر الفاعل الجمعوي، محمد احبابو، في تصريح لجريدة "العمق"، أن عزم رئيس الجماعة اقتناء لسيارة "كاط كاط" بمبلغ 20 مليون سنتيم، "جريمة في حق أموال الساكنة المحرومة من أبسط حقوق العيش الكريم، حيث هناك أسر محرومة من الكهرباء، والمدارس متهالكة، وهناك دواوير تعيش العزلة، وهناك ثلاث دواوير لم تربط بالماء الصالح للشرب، إضافة إلى أن الجماعة لا تتوفر إلا على سيارة إسعاف واحدة". من جهته، استنكر مستشار جماعي عن فريق المعارضة بمجلس الجماعة، في تصريح مماثل، الخطوة التي أقدم عليها رئيس الجماعة المنتمي للبيجيدي، مشيرا إلى أن "هناك العديد من الأولويات التي يجب على المجلس أن يعطيها الاهتمام بدلا من صرف الأموال في اقتناء سيارة ذات الدفع الرباعي". وأوضح المستشار المنتمي لحزب التجمع الوطني للأحرار، أن "الميزانية التي رصدها المجلس لاقتناء السيارة ستمكن من تعبيد بعض الطرق لفك العزلة عن بعض القصور بالجماعة"، مضيفا أنه "بإمكان الجماعة أن تخصص مبلغ 4 ملايين سنتيم لإصلاح السيارة القديمة سنويا وبرمجة الباقي لشراء سيارة إسعاف أو سيارة للنقل المدرسي". وفي السياق ذاته، قال رئيس لجنة المالية والبرمجة بجماعة "أوتربات"، حدو سري، في تصريح للجريدة، إن "الجماعة تتوفر فقط على سيارة واحدة قديمة ويتمّ إصلاحها يوميا، وتكلف ميزانية 6 ملايين سنتيم سنويا في الإصلاح وهو ما دفع بالمجلس إلى برمجة اقتناء سيارة جديدة كباقي المجالس الجماعية بالمنطقة". وأشار رئيس لجنة المالية في تصريح مماثل للجريدة، إلى أن "المجلس قام ببرمجة عدة مشاريع تهم توسيع شبكة الكهرباء ب 160 مليون سنتيم، وكذا ترميم مقر الجماعة ب 20 مليون سنتيم، وبناء محلات تجارية، وإصلاح شبكة الماء الصالح للشرب بثلاثة قصور". يشار أن جريدة "العمق" حاولت ربط الاتصال برئيس الجماعة من أجل التعليق على الموضوع غير أن هاتفه كان خارج التغطية. هذا، وقد دعا عدد من النشطاء بمنطقة "إملشيل" لتنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر الجماعة يوم غد الخميس بالموازاة مع اجتماع دورة شهر فبراير العادية والتي سيتم المصادقة فيها على عدد من النقاط، أهمها اقتناء رئيس الجماعة لسيارة بمبلغ 20 مليون سنتيم.