قام وفد من بلدية مدينة مراكش برئاسة محمد العربي بلقايد عمدة المدينة خلال الفترة ما بين 28 و 30 يونيو بزيارة عمل لمدينة إشبيلية استهدفت تعميق علاقات التعاون بين المدينتين وبحث آليات جديدة للشراكة . وعقد ممثلو بلدية مراكش وكذا جماعة المشور القصبة سلسلة من اللقاءات والمباحثات مع ممثلي مدينة إشبيلية عاصمة جهة الأندلس ركزت على مناقشة وتدارس الآليات الضرورية لتكثيف التعاون والشراكة بين المدينتين لتشمل مختلف القطاعات . وقال العربي بلقايد عمدة مدينة مراكش في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إن زيارة وفد مدينة مراكش لمدينة إشبيلية تأتي في أعقاب الزيارة التي قام بها خوان إسباداس رئيس بلدية إشبيلية العام الماضي إلى مراكش والتي توجت بالتوقيع على برتوكول تعاون بين المدينتين يستهدف دعم علاقات التعاون وتنويعها في مختلف الميادين الاقتصادية والسياحية والثقافية . وتمحورت اللقاءات بين المسؤولين المحليين بالمدينتين المغربية والإسبانية حول مواضيع تتعلق بالخصوص بتدبير الشأن العام المحلي وتحقيقا لهذه الغاية توقف أعضاء وفد مدينة مراكش عند التجربة التي تقودها العاصمة الأندلسية من حيث تدبير شؤون المدينة والتزويد بالماء الصالح للشرب بالإضافة إلى المقاربات المعتمدة في مجال تنظيم وجمع النفايات المنزلية وتدبير المطارح العمومية . وحسب رئيس بلدية مراكش فإنه إضافة إلى المناخ المتشابه بين المدينتين والتاريخ المشترك فإنهما يتقاسمان العديد من الخصائص الثقافية والاقتصادية مشيرا إلى أن المدينة الحمراء دخلت كنظيرتها إشبيلية في دينامية وحركية عالية السرعة كما أن إشبيلية تشكل كما مراكش وجهة سياحية واقتصادية مهمة بإسبانيا ونحن نسعى إلى إبراز هذه الشراكة وتسليط الضوء على كل مكوناتها مع تثمينها من أجل استعادة وإحياء ذلك المشترك الذي يجمع بين المدينتين وتقاسم المنافع إلى جانب تثمين روافد التاريخ والثقافة . وأضاف أن هذه الزيارة مكنت أعضاء بلدية مراكش من الوقوف على مختلف نماذج التدبير المعتمدة بمدينة إشبيلية من أجل الاستفادة منها واستكشاف تجارب ومقاربات جديدة بهدف إثراء وتطوير نموذج التدبير المعتمد بمدينة مراكش . وقال رئيس بلدية مراكش إن ممثلي المدينتين استعرضا خلال الاجتماعات واللقاءات التي عقدوها وكذا المباحثات التي أجروها مع مختلف الفاعلين المحليين بمدينة إشبيلية سبل دعم وتعزيز التعاون في مجال الترويج السياحي مضيفا أن مراكش هي مدينة سياحية ذات شهرة عالمية ووجهة لرجال الأعمال والمستثمرين والفاعلين الاقتصاديين بامتياز باعتبارها تحتضن وتنظم العديد من اللقاءات الدولية والمؤتمرات العالمية وبالتالي فهي تشترك مع عاصمة جهة الأندلس في هذا التوجه السياحي " ونحن نسعى إلى استكشاف جوانب جديدة في هذا المجال " . وأشار إلى أن الجانبين استعرضا في هذا السياق أنجع التصورات لتسويق العروض السياحية المشتركة التي يمكن من خلالها للسياح اكتشاف كلتا المدينتين خلال الرحلة نفسها مشيرا إلى أن الخط الجوي الحالي الذي يربط بين المدينتين ودعم وتقوية الخدمات السياحية المقدمة تشكل رصيدا جد مهم يمكن استثماره لتنمية وتطوير هذه الدينامية الجديدة التي نسعى أن تتواصل في إطار علاقات التعاون والشراكة القائمة بين المدينتين مراكش وإشبيلية . ولتكريس التعاون الاقتصادي بين الطرفين احتضنت غرفة التجارة بالعاصمة الأندلسية اجتماعا بين الجانبين أبدى خلاله الفاعلون الاقتصاديون والمستثمرون بإشبيلية اهتماما خاصة بما توفره جهة مراكش من إمكانيات ومؤهلات في مختلف القطاعات والتي بإمكانها أن تستقطب رجال الأعمال . وفي هذا الصدد جدد رئيس بلدية مراكش ارتياحه لتواجد مجموعة من الاستثمارات الإسبانية بجهة مراكش ودعا رجال الأعمال والفاعلين الاقتصاديين الإسبان إلى استكشاف ما تتيحه المنطقة من إمكانيات ومؤهلات في مجال الأعمال والاستثمارات . ومن جهته أكد محمد فؤاد الحوري رئيس جماعة المشور القصبة للمهنيين ووكلاء الأسفار بجهة الأندلس الطموح الذي يحدو هذه الجماعة من أجل تنمية وتطوير بعض المشاريع المشتركة في مجال السياحة البيئية . وقال محمد فؤاد الحوري في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن هذه المبادرة تأتي لأن جماعة المشور القصبة تتوفر على أزيد من 60 في المائة من المساحات والفضاءات الخضراء التي تتواجد بمدينة مراكش بفضل " حدائق أكدال " التي تعتبر بمثابة رئة المدينة الحمراء " ونحن نريد تطوير هذا الجانب مع شركائنا الأندلسيين " . أما في الشق الثقافي فتطمح المدينتان إلى تسليط الضوء على المكونات والخصوصيات الثقافية لكل منها وإبراز وتقاسم التجارب والخبرات المتعلقة بتثمين الموروث الثقافي والحضاري للمدينتين . وفي هذا الصدد بحث الجانبان فكرة إقامة حدث ثقافي مشترك من أجل دعم وتعزيز الهوية الثقافية للمدينتين " مثل تنظيم أسبوع إشبيلية في مراكش وأسبوع للمدينة الحمراء بإشبيلية " . وقال عمدة مدينة مراكش " لقد استلهمنا التجربة التي قمنا بها بمدينة " تور " الفرنسية التي طورنا من خلالها برنامج غني ومتنوع " لتقديم المدينة والتعريف بإمكانياتها ومؤهلاتها ونسعى إلى معاودة الكرة مع إشبيلية في ضوء التشابه القائم بينها وبين مدينة مراكش وكذا للتاريخ العريق والإرث المشترك الذي يجمعهما وللخصوصيات التي يتقاسمانها " .