بعد طنجة ومشاريعها الكبرى أطلق الملك محمد السادس أول أمس مشروع «مراكش.. الحاضرة المتجددة»، الذي تتعدى تكلفته المالية 6 ملايير درهم. أعطى الملك محمد السادس، أول أمس الاثنين، انطلاقة مشروع «مراكش.. الحاضرة المتجددة»، وهو مشروع تبلغ تكلفته المالية 6.3 مليار درهم، ويهم خمسة محاور رئيسية، هي تثمين الموروث الثقافي، وتحسين التنقل الحضري، والاندماج الحضري، وترسيخ الحكامة الجيدة، والمحافظة على البيئة. وقد اعتبرت فاطمة الزهراء المنصوي، رئيسة المجلس الجماعي لمراكش، في عرض ألقته بالمناسبة، بأن المشروع الممتد على مدى أربع سنوات (2014-2017)، يهدف إلى الرقي بالمدينة إلى مستوى الحواضر العالمية الكبرى، ومواكبة النمو الحضري والديمغرافي الذي تشهده، فضلا عن تعزيز جاذبيتها الاقتصادية، ودعم مكانتها كقطب سياحي عالمي، وتحسين بنياتها التحتية السوسيو-ثقافية والرياضية، وتطوير مؤشرات التنمية البشرية بها. ففي الجانب الثقافي، سيمكن مشروع «مراكش.. الحاضرة المتجددة» من إحداث مدينة للفنون الشعبية، ومتحف للتراث اللامادي، ومعهد موسيقي، وإحداث خزانة مركزية بالمدينة مرتبطة بخمس خزانات للقرب، ومتحف الحضارة المغربية للماء، وتأهيل المسرح الملكي والزاوية الكتانية وأسوار المدينة وأبوابها التاريخية، وإصلاح وترميم الأضرحة والمدارس الدينية العتيقة لتحفيظ القرآن الكريم، وإعادة تأهيل الأحياء العتيقة: الملاح، قبور الشو، والزرايب، فضلا عن إعادة تهيئة الساحات التاريخية بأحياء: الباهية، بنصالح، رياض لعروس، بن يوسف، وباب الفتوح. وفي ما يتعلق بالنقل الحضري، ستتم تهيئة وإعادة تأهيل العديد من الطرق داخل أحياء المدنية وشارعي الحسن الثاني وكماسة، وترحيل المحطة الطرقية، ووضع نظام معلوماتي جديد لتنظيم السير والجولان، وتحسين ولوجيات الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. ويهم محور الاندماج الحضري تهيئة المسالك السياحية بالمدينة العتيقة، والساحات العمومية الموجودة بها، وبناء مستشفيين عموميين، ومركزين صحيين، و18 مؤسسة تعليمية وتأهيل ثمانية أخرى. وفي نفس الإطار، يروم المشروع إنجاز فضاء المواطن بحي المحاميد، وبناء أسواق عمومية جديدة وستة مسابح بلدية، وتشييد مساجد ومدارس قرآنية جديدة وإعادة تأهيل أحياء «الكدية»، والمحاميد وسيدي يوسف بن علي، وعين إيطي- دار التونسي. أما بخصوص الشق المتعلق بترسيخ الحكامة الجيدة، إذ يهم تحديث تدبير المصالح الجماعية، وتعميم استعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال بالمصالح البلدية، وعقلنة تدبير الممتلكات الجماعية، وإحداث نظام رقمي للمراقبة. وبالموازاة مع ذلك، يولي المشروع اهتماما خاصا للمجال البيئي، من خلال استكمال مشروع حماية المدينة من الفيضانات، وتوسيع وتقوية شبكات التطهير السائل، وتأهيل المطرح العمومي بما يستجيب للمعايير البيئية الدولية. هذا، وأكد فؤاد الحوري، رئيس بلدية القصبة المشور-، بأن مشروع «الترامواي» ليس مبرمجا على المدى المتوسط على الأقل، مضيفا بأن المدينة ستعرف برمجة حافلات سريعة. وفي رده عن سؤال ل «أخبار اليوم» حول تفويت الصفقة للشركة الإسبانية الحالية للنقل الحضري، أكد بأن دفتر التحملات سيتم إعداده بما يضمن المحافظة على حقوق الجماعة الحضرية لمراكش وساكنتها، «وسيتم إجراء مناقصة عمومية، وإذا رست الصفقة على نفس الشركة فلا مانع من ذلك»، يقول الحوري، وفيما يخص الإجراءات الأخرى حول إمكانية ترحيل المحطة الطرقية أكد نفس المتحدث، إن الجماعة الحضرية لمراكش لم تقرر بعد في مآل البقعة الأرضية المشيدة عليها المحطة الطرقية الحالية المزمع ترحليها إلى وجهة أخرى.