دق المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، ناقوس الخطر، وذلك نظرا للوضعية المقلقة التي يعيشها العالم القروي، مشيرا أن 79 في المائة من سكان العالم القروي فقراء، مقابل 64 في المائة في وضعية هشة، بالإضافة إلى 47 منهم أميين، في حين أن 56 في المائة من ساكنة المناطق الجبلية يعانون الأمية. وأشار المجلس الذي عقد صباح اليوم الخميس، دورته العادية السبعون، والتي خصصت لتقديم ومناقشة تقرير حول تنمية العالم القروي التحديات والآفاق، إلى استمرار الفوارق الاجتماعية بين الوسط الحضري والقروي والنوع الاجتماعي. وتابع التقرير، أنه وعلى الرغم من التقدم الذي تحقّق في هذا المجال، فإنّ أثر برامج ومشاريع التنمية القرويّة يظلّ دون مستوى تطلّعات وحاجيات الساكنة، حيث يتجلّى ذلك على وجْه الخصوص في استمرار تسجيل ضعف البنيات التحتية، وانتشار المناطق المعزولة، وضعف الولوج إلى الخدمات الأساسية، وضعف البنيات التحتية الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية، في سياق يشهد تزايدا لظاهرة الهجرة القرويّة والتحوّل الديمغرافي، وارتفاع نسبة الأمية في صفوف السّاكنة، واستمرار الفقر والهشاشة. وخلص التقرير، إلى ضرورة العمل على تحسين دخل الساكنة القرويّة من خلال تنويع أنشطتها وخلق المزيد من فرص الشغل غير الفلاحيّة عبر إطلاق مشاريع كبرى مُهيكِلة، وتعزيز قدرات الفاعلين وتنظيمات الساكنة القروية، وتعزيز الاستعمال العقلاني للإمكانيات والثروات الطبيعية التي تزخر بها المناطق القروية. كما أكد على ضرورة عدم اعتبار البنيات التحتية ومختلف الخدمات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية بمثابة غايات في حد ذاتها، بقدر ما ينبغي التركيز أكثر على العنصر البشري، وعدم الخلط بين ماهو قروي وفلاحي، وتحسين ظروف عيش الساكنة القروية وتحليل قيمها الأساسية وتراثها الثقافي، الذي يتعين الحفاظ عليها أو تطويرها عن طريق وضع وتنفيذ برامج جديدة للابتكارات الاجتماعية.