تشهد فنادق وحانات مدينة طنجة حالة استنفار أمني غير مسبوق، استعدادا لاحتفالات رأس السنة الميلادية، والتي تشهد في العادة إقبالا كثيفا من الراغبين في الاحتفال من طنجة ومدن مغربية أخرى، وحتى من دول مجاورة على رأسها إسبانيا. وعلم "العمق المغربي" من مصادر فندقية أن أصحاب الفنادق والحانات التي تستعد لإحياء السنة الميلادية تلقت تعليمات "شفوية" من رجال السلطة بضرورة تشديد الإجراءات الأمنية، تخوفا من وقوع أحداث إرهابية قد تستهدف هذه الأماكن. وأضافت المصادر أن الإجراءات التي نقلتها السلطات المحلية عن السلطات المركزية في الرباط ألزمت أصحاب الفنادق بتكثيف الحراسة الأمنية في بوابات الفنادق والملاهي، وتوفير بوابات أمنية لكشف المعادن والمتفجرات، كشرط لإقامة الاحتفالات. وتشمل الإجراءات أيضا التفتيش الفردي الروتيني لمرتادي هذه الأماكن باستعمال جهاز الكشف اليدوي، مع ضرورة منع من تثار حولهم الشكوك من دخول أماكن الاحتفالات، مع إمكانية توفير كلاب حراسة مدربة. في السياق نفسه، أكدت مصادر في شركات الحراسة الخاصة وجود ارتفاع في الطلب على رجال الأمن الخاص من قبل فنادق المدينة، لتغطية احتياجاتها في ليلة رأس السنة، كجزء من الاحترازات الأمنية. وتأتي هذه الإجراءات المشددة في ظل تصاعد المخاوف من وجود تهديدات أمنية تستهدف المغرب خلال هذه الفترة، خصوصا مع تواتر حالات تفكيك الخلايا الإرهابية التي تنوي تنفيذ عمليات مسلحة لفائدة تنظيم داعش. الاحترازات الأمنية جاءت، بحسب المصادر الفندقية، لتعكر فرحة أصحابها بالاستفادة من أفواج إضافية من المحتفلين برأس السنة، في أعقاب هدم الحانات والملاهي الليلية التي كانت منتشرة على طول كورنيش الشاطئ البلدي لطنجة. وكانت السلطات المحلية قد أقدمت على هدم هذه الحانات، بالرغم من مناشدات أصحابها بتأجيل عملية الهدم لما بعد احتفالات رأس السنة، التي تعد فترة ازدهار لهذه المحلات، حيث تشهد إقامة حفلات صاخبة. وسيجد كثيرون ممن اعتادوا قضاء ليلة السنة في كورنيش طنجة أنفسهم أمام ضرورة اختيار وجهة جديدة، إما في فنادق المدينة، أو بالتوجه إلى مدن أخرى، مما سيسهل مهام الأجهزة الأمنية التي تواكب في العادة هذه الليلة بكثير من الاستنفار.