اعتبر المحلل السياسي عبد الرحيم العلام، أن الزيارة التي قام بها المستشار الملكي فؤاد علي الهمة لرئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، "هي تلطيف وتليين للأجواء، والأيام المقبلة قد تكشف عن قرب خروج الحكومة". وأوضح العلام في تصريح لجريدة "العمق"، أن الزيارة هي بمثابة تمهيد لتشكيل الحكومة بالطريقة التي يريدها بنكيران، لكن بعد حرمانه من رئاسة مجلس النواب، إثر انتخاب الحبيب المالكي من حزب الاتحاد الاشتراكي رئيسا للمجلس. وأضاف بالقول: "لقد كافؤوا الاتحاد الاشتراكي على موقفه بمنحه رئاسة مجلس النواب، ولا يهم الآن إن كانت ستتشكل الحكومة بوجود الاتحاد الاشتراكي أم بدونه، لأنه حصل على المنصب الثالث في هرم السلطة، وهو شيء لم يكن ليحلم به". وكان رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، قد أكد في اتصال لجريدة "العمق"، استقباله للمستشار الملكي علي الهمة قبل خمسة أيام، دون أن يشكف تفاصيل ما دار بينهما. وكشف مصدر شديد الإطلاع لجريدة "العمق"، أن الهمة أبلغ رئيس الحكومة، أن الملك محمد السادس لا يريده أن يقدم استقالته، ويجب عليه أن يدبر أمر تشكيل الحكومة بصبر. يشار إلى أن زيارة الهمة لبنكيران تأتي بعد توقف مفاوضات تشكيل الحكومة، بعد بلاغ "انتهى الكلام" الشهير، ودخول مفاوضات تشكيل الحكومة شهرها الرابع دون نتائج. ويصر رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار على إشراك كل من حزبي الاتحاد الاشتراكي والاتحادي الدستوري في الحكومة، غير أن بنكيران يرفض ذلك بشدة، ويصر على تشيكل الحكومة بأحزاب الأغلبية السابقة.